لا أحسبكَ تطردني بعصا طويلة إذا قلتُ لكَ: إن هذا الكلام باتَ طريح الوهم لا سيما وأن الوجود يَعُضُّ السُّذَّج في دنيا الوهم وَهُمْ عنها غافلون. قلبي تعاهد مع .. لستُ أدري ولا رغبة لي في أن أدري .. ليبحثا معاً عن معنى لسلطة الظلام .. انتظرْ لحظة .. ثانية واحدة من فضلكَ تكفي لسلخ الظلام عن لحمه وعظامه، الجهاز الرقابي متوتر في أقصى انفعالاته يمسك الروح أن تزول من شدة التلهف واللهاث .. سأعود قلتُ لكَ .. لأقول إنني واهمٌ ذُبِحَ لأجل ريشه كالطاووس، لن أفقأ عين الظلام مرة أخرى، سأعيش للظلام حتى لا أرى ذاتي الساذجة – وهي تحاول أن تُوجَدَ ولو مجازا - ولا أسمع كلامي الجميل السخيف بين جوانحي وهو منكسرٌ غارقٌ في التّمتمة .. الذهن استبدّ به الشرود، وعيناي تكادان تأكلان قرص الشمس وهو يغوص رويدا رويدا خلف أعناق جبال بنفسجية باذخة، تنهّدتُ تنهيدة يائسة، عدتُ لما أنا فيه، ابتسمتُ في شرود .. عدتُ لما أنا فيه .. لا أزال غارقاً في الشحوب .. لم يعد بإمكاني مضاهاة الغروب .. لم أعدْ أقوى على حمل عظامي .. بقي لي أن أعدّ أنفاسي .. سأعود .. سأعود قلتُ لكَ .. سأعود .. سأعود لأصنع ما لا تحبّ، ولا أحسبكَ تطردني بعصا طويلة.