كرَّمَ الأديب ناجي نعمان العلاَّمةَ الأب حنَّا الفاخوري في "لقاء الأربعاء" الأوَّل المُنعَقِد في مقرِّ دار نعمان للثقافة في جونية. والمُكَرَّمُ الجليلُ الذي جاوزَ التِّسعين غنيٌّ عن التَّعريف، فهو صاحبُ "تاريخ الأدب العربيّ" ونحو 150 مؤلَّفًا ومُصَنَّفًا أدبيًّا، وقد نُقلَت له أعمالٌ إلى لغاتٍ مختلِفة. ألقى نعمان كلمةَ ترحيبٍ بالحضور، وعرَّفَ باللِّقاء الثَّقافيّ الأدبيّ الشَّهريّ الجديد، ثمَّ قدَّمَ الدّكتور ميشال كعدي، كبيرُ أعضاء دار نعمان للثقافة الفخريِّين، والمُستشارُ الأوَّلُ ل "لقاء الأربعاء"، الضَّيفَ العلاَّمة بكلمةٍ من نَسج قريحته وسَيل يراعته. وألقى المُحتَفى به كلمته، وفيها تأريخٌ ل "تاريخ الأدب العربيّ"، فشرحٌ حول طريقة كتابته ونظام عَيشه. وقد أضافَ الأب الفاخوري إلى كلمته خاطرةً في ذكرياته مع الأديب والشَّاعر الرَّاحل متري نعمان، وهنَّأَ دار نعمان للثقافة وصاحبَها بالأبيات الآتية: لا زالَ النَّجاحُ رفيقَ قومٍ لهم في غُرَّةِ المجدِ اعتِصامُ إذا قالوا بَنَوا وإذا تَولَّوا مَقامًا بَرَّزوا وزَها المَقامُ فَنِعمَ الدَّارُ يدعمُها طموحٌ ونِعمَ المجدُ يدعمُه السَّلامُ وطُرحت على الضَّيف أسئلة، ولاسيَّما من المحامي ريمون عازار، والأساتذة جان كميد، وجوزف مسيحي، وأنطوان الشّمالي، وواكيم بو لحدو، وفيليب الهيبي، وشربل عقل، والدكتور ميشال كعدي، والفنَّان منير بو دياب، والمهندسة ندى عيد، والعقيد خير فريجة، والمونسينيور جورج يغيايان، والأبوَين سامر نعمان ومروان عطا الله، والأديب السّوريّ سليمان الحكميَّة، وجرت نقاشاتٌ أدارَتها السَّيِّدة فاديا فرح كارليتش، وهيَّأت لها أمينةُ سرِّ الدَّار الآنسة مرسال الأشقر. هذا، وسلَّم ناجي نعمان شهادةَ الاستِضافة إلى الضَّيف الكبير، شاكرًا عاطفةَ الأخير نحو والده الأديب الرَّاحل، ومُشيرًا إلى أنَّ كتابَ "متري نعمان: الرَّجل والمآثر" هو قيد الصُّدور، وسيوزَّعُ مجَّانًا، فيما الغرفةُ الاستِعاديَّةُ المخصَّصةُ له في مركز الدَّار قيد التَّهيئة. وخلال نخب المناسبة، دعا نعمان الحضورَ إلى إفراغ سلَّةٍ عملاقةٍ من الكتب المجَّانيَّة، مُشَدِّدًا على أنَّ "الثَّقافةَ لا تُشرى ولا تُباع"، ومُشيرًا إلى أنَّ أكشاكَ الكتب المجَّانيَّة التي أطلقَ في آب الماضي ستصلُ قريبًا حلب! وستُجمَعُ وقائِعُ لقاءات الأربعاء للموسم الحالي الممتدّ من تشرين الثَّاني 2008 إلى نيسان 2009 في كتابٍ سيوزَّعُ مجَّانًا على الجمهور تعميمًا للفائدة.