صدر عن دار النشر التنوخي بالرباط يونيو 2011 مجموعة قصصية تحمل عنوان "مملكة القطار" للقاص و الناقد حسن الرموتي . و قد سبق للقاص أن نشرها في عدة مجلات و جرائد عربية و مغربية مثل مجلة العربي الكويتية و المجلة العربية السعودية و طنجة الأدبية و المنعطف ... تضم المجموعة إحدى عشرة قصة : مملكة القطار ، الحرب ، المشهد ، الفصل ، المقهى ، المنصة في يوم قائظ ، المحارب و المحطة ، العرافة ، رحيل البحر ، عروة الزمن الحالي ، تشييع شاعر تأبين قصيدة ...جاء في مقدمة المجموعة : في هذه المجموعة يختلط الواقع بالخيال و المكان بالذات و اليقظة بالحلم ... لكنه حلم شفيف وخيال متألق و ذات متعبة . نحن أمام قصص مأساوية محبطة ، تنم عن قبح الواقع و عدميته منذ القصة الأولى إلى نهاية المجموعة : البطل يجد نفسه مرميا على سكة الحديد بعدما سرق منه حلمه – مجرد حلم في قصة مملكة القطار ، ثم قصة المحارب الذي ينتظر وحيدا في محطة القطار الذي يأتي و لا يأتي . عجز الأطباء و العرافة على تشخيص ما يجثم على صدر بطل هذه القصة مثل صخرة سيزيف . با عمر الذي أجهش بالبكاء عندما أضاع الزوجة وورقة اليانصيب الرابحة في قصة المقهى . عباس الذي اقتيد إلى حرب خادعة وخاسرة بعد أن قتل من معه بأسلحة شقيقية . الشاعر الذي جعل من القصيدة مشنقة ليقتل رغبته . المدرس الذي ترك الفصل يغرق... هذه نماذج من نهابات محبطة ،حزينة ، مؤلمة . و لعل ما يميز هذه القصص كذلك هي اعتماد الكاتب على بعض التفاصيل الصغيرة ، كما في قصة المشهد و التي تضفي على القصص حيوية ، و أحيانا من خلال رموز غير مباشرة لها دلالات متعددة كما نرى خاصة في قصة المحارب ثم الحرب . وما يلفت الانتباه كذلك لغة هذه القصص ، لغة بسيطة ، لكنها رصينة موحية ترتبط بالأحداث و الصور و نفسيات الشخوص . أعود و أقول : إن هذه القصص تفتح – بكل صدق – ذراعيها للقارئ و تشده إليها منذ البداية ، لكنها تصدمه في النهاية من حيث لا يحتسب ... و في المقابل تفتح له أبواب التأويل ...