"الدستورية" تصرح بشغور مقاعد برلمانية    إسرائيل: محكمة لاهاي فقدت "الشرعية"    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    بإذن من الملك محمد السادس.. المجلس العلمي الأعلى يعقد دورته العادية ال 34        البطولة الوطنية الاحترافية لأندية القسم الأول لكرة القدم (الدورة 11): "ديربي صامت" بدون حضور الجماهير بين الرجاء والوداد!    خلوة مجلس حقوق الإنسان بالرباط، اجتماع للتفكير وتبادل الآراء بشأن وضعية المجلس ومستقبله    الحزب الحاكم في البرازيل يعلن دعم المخطط المغربي للحكم الذاتي في الصحراء    المغربيات حاضرات بقوة في جوائز الكاف 2024    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    الاستئناف يرفع عقوبة رئيس ورزازات    طنجة.. توقيف شخصين بحوزتهما 116 كيلوغرام من مخدر الشيرا    مؤشر الحوافز.. المغرب يواصل جذب الإنتاجات السينمائية العالمية بفضل نظام استرداد 30% من النفقات    المركز السينمائي المغربي يقصي الناظور مجدداً .. الفشل يلاحق ممثلي الإقليم    ميركل: ترامب يميل للقادة السلطويين    زكية الدريوش: قطاع الصيد البحري يحقق نموًا قياسيًا ويواجه تحديات مناخية تتطلب تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص    لأول مرة.. روسيا تطلق صاروخا باليستيا عابر للقارات على أوكرانيا        الجديدة: توقيف 18 مرشحا للهجرة السرية    "ديربي الشمال"... مباراة المتناقضات بين طنجة الباحث عن مواصلة النتائج الإيجابية وتطوان الطامح لاستعادة التوازن    ارتفاع أسعار الذهب مع تصاعد الطلب على أصول الملاذ الآمن    وزارة الإقتصاد والمالية…زيادة في مداخيل الضريبة    مشاريع كبرى بالأقاليم الجنوبية لتأمين مياه الشرب والسقي    رودري: ميسي هو الأفضل في التاريخ        أنفوغرافيك | يتحسن ببطئ.. تموقع المغرب وفق مؤشرات الحوكمة الإفريقية 2024    سعر البيتكوين يتخطى عتبة ال 95 ألف دولار للمرة الأولى    ارتفاع أسعار النفط وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية    بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها بأداء إيجابي    "لابيجي" تحقق مع موظفي شرطة بابن جرير يشتبه تورطهما في قضية ارتشاء    اسبانيا تسعى للتنازل عن المجال الجوي في الصحراء لصالح المغرب    نقابة تندد بتدهور الوضع الصحي بجهة الشرق    بعد تأهلهم ل"الكان" على حساب الجزائر.. مدرب الشبان يشيد بالمستوى الجيد للاعبين    حادثة مأساوية تكشف أزمة النقل العمومي بإقليم العرائش    من شنغهاي إلى الدار البيضاء.. إنجاز طبي مغربي تاريخي    الشرطة الإسبانية تفكك عصابة خطيرة تجند القاصرين لتنفيذ عمليات اغتيال مأجورة    مدرب ريال سوسيداد يقرر إراحة أكرد    المركز السينمائي المغربي يدعم إنشاء القاعات السينمائية ب12 مليون درهم    انطلاق الدورة الثانية للمعرض الدولي "رحلات تصويرية" بالدار البيضاء    8.5 ملايين من المغاربة لا يستفيدون من التأمين الإجباري الأساسي عن المرض    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    اليسار الأميركي يفشل في تعطيل صفقة بيع أسلحة لإسرائيل بقيمة 20 مليار دولار    الأساتذة الباحثون بجامعة ابن زهر يحتجّون على مذكّرة وزارية تهدّد مُكتسباتهم المهنية    شي جين بينغ ولولا دا سيلفا يعلنان تعزيز العلاقات بين الصين والبرازيل        جائزة "صُنع في قطر" تشعل تنافس 5 أفلام بمهرجان "أجيال السينمائي"    بلاغ قوي للتنسيقية الوطنية لجمعيات الصحافة الرياضية بالمغرب    منح 12 مليون درهم لدعم إنشاء ثلاث قاعات سينمائية        تفاصيل قضية تلوث معلبات التونة بالزئبق..    دراسة: المواظبة على استهلاك الفستق تحافظ على البصر    من الحمى إلى الالتهابات .. أعراض الحصبة عند الأطفال    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    "من المسافة صفر".. 22 قصّة تخاطب العالم عن صمود المخيمات في غزة    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



درست مظاهر الاتصال والانفصال في الخطاب القصصي العربي
مجلة الجوبة 18 تحلل مأزق الثقافة العربية وتكشف أسبابه وتحاور صلاح فضل وعبدالسلام المسدي
نشر في طنجة الأدبية يوم 20 - 02 - 2008

ضمن برنامج النشر ودعم الأبحاث بمؤسسة عبدالرحمن الخيرية بمنطقة الجوف صدر العدد 18 لشتاء 2008م من مجلة الجوبة الثقافية حاملا معه العديد من المواد الثقافية والأدبية والإبداعية، حيث تصدر الغلاف لوحة فنية معبرة للفنانة التشكيلية سامية الحلبي .
وفي افتتاحية المجلة يقول المشرف العام، رئيس التحرير ابراهيم الحميد هاهي الجوبة تصل في عددها الثامن عشر الى مرحلة، تحاول من خلالها تلبية خيارات قرائها الى النهم المعرفي والإبداعي، وها هي تقدم في هذا المدماك الجديد أطباقا متنوعة من الوجبات الثقافية التي تأمل الجوبة أن تكون كما يشتهي قراؤها في كل مكان .
ويشير الحميد إلى ما حفله العام الميلادي 2007كما العام الهجري 1428، من الأحداث الثقافية التي لونت العام بدءا من المؤتمرات الثقافية مرورا بمعارض الكتب وانتهاء بالإصدارات التي لم تدع لأي لون ثقافي أن يحتكر الساحة على الرغم من أن الساحة الثقافية لا تزال غير مستوعبة لذاك الكم الهائل من الإصدارات الروائية التي يعجز القاريء عن حصرها فضلا عن استيعابها كلها..ورغم ذلك كله لم تخل الساحة الثقافية من الإصدارات في مجال الشعر والنثر والترجمة والدراسات والشؤون الثقافية.
ويضيف الحميد قائلا إن العام المنصرم حفل أحداثا هامة منها ما سر الخاطر وأبهج النفس، ومنها ما كدر الصفو، وقد أرقه ما شهده العام المنصرم من رحيلٍ لبعض الشعراء والأدباء.. لكن عزاءه في ذلك ما شهده العام من ولادةٍ لأسماء جديدةٍ حلقت في سماء المشهد الثقافي العربي، ما يؤكد أن الثقافة العربية ما تزال حبلى بكل جديد.
ويواصل الحميد قوله:كذلك في المملكة العربية السعودية كان العام المنصرم حافلا بالأحداث الثقافية التي بدأت بمشاريع الأندية الأدبية التي باتت أكثر توهجا ووضوحا من حيث الرؤية وتحقيق الأهداف، حيث شهد معظمها نشاطات ثقافية انعكست إيجابا على حركة الثقافة في المملكة،ويؤكد ذلك إحياء سوق عكاظ في الطائف ثقافيا، وملتقيات السرد والنص وجماليات القصيدة في جدة والقصيم والباحة، وملتقى سيسرا في الجوف، وأمسيات الشعر والقص وغيرها في المدينة وتبوك والدمام وجيزان.
ويأتي الحميد في افتتاحيته على المؤتمر العلمي الأول للتطوير التربوي في الوطن العربي الذي ضم ما يقرب من (300) خبير وعالم وأكاديمي على مدى أيام المؤتمر لتقديم خلاصة تجاربهم ونتاجهم العلمي والعملي في مجال التطوير التربوي، فيقول :إنه من واقع المؤتمرات العربية المشابهة، ومن خلال اللجان التي تعقدها مختلف المنظمات العربية من المحيط إلى الخليج، ومن خلال سنوات التجارب العلمية الطويلة، لم نلحظ أن هناك تطورا في مستوى التعليم انعكس على خلق مجتمع عربي مثقف، أو أدى إلى ثورة علمية تقنية وصناعية تنتقل بالمجتمعات العربية إلى ما يسمى بمجتمع المعرفة، أو تحويلها إلى مجتمعات بناءة تحافظ على المكتسبات التنموية والعلمية، وتبني عليها كما تفعل كل أمم الدنيا.وكأن كل أمة تأتي لتحاول اختراع العجلة من جديد ! وكأن هذه المجتمعات تولد في جزر معزولة في كل دورة من دورات تَشكُّلِ المجتمعِ بأي صورة وعلى أي نظام، بل إن هذه الأنظمة التعليمية عجزت حتى عن صون الوحدة الوطنية في بعض الدول العربية .
واستطرد قائلا إنه في لحظة مراجعة للقيادات التربوية في العالم العربي، نجد أن معظمها قد تلقى علومه في دول متقدمة، وحصل على أعلى الدرجات العلمية في جامعات ودول تتميز بأنظمة تعليمية متطورة .. لكنه – في الوقت نفسه - لا يُحَمِّلُ التربويين أكثر مما يحتملوا.. فمن الواضح أن هناك خللا في بنائينا التربوي والثقافي، وهو ما أدى إلى انتكاس مخرجات التعليم في العالم العربي، ومن ثم تَخَلُّف المجتمعات العربية ليصبح ( الجهل خير من التعليم الناقص) على حد قول أستاذ الجيل أحمد لطفي السيد منذ أكثر من ستين عاما ..ويخلص الحميد إلى أننا إذا أردنا أن نحلل واقعنا التربوي والتعليمي اليوم، فلا بد لنا من النظر إلى تجارب الدول المتقدمة، لا محاولة اختراع العجلة من جديد من خلال الشعارات، لأن القالب موجود ولا يبقى علينا سوى البناء عليه..
وضمن مواجهات المجلة تقدم لنا الجوبة الناقد الكبير د. صلاح فضل، بعد أن عرفه المثقفون في كل مكان من خلال طروحاته النقدية العميقة وكتبه الجادة ، ومن خلال الجوائز العديدة التي فاز بها في مختلف الأقطار العربية ، وبعد أن تعرف عليه الجمهور العربي من المحيط الى الخليج ناقدا محكما في برنامج أمير الشعراء، فهو يواصل قراءاته ومتابعاته وتحليلاته حاضرا بقوة داخل فعاليات حركة النقد والإبداع والثقافة. وتحتل مؤلفاته في المجال النقدي مكانة متميزة، حيث تجمع بين التنظير النقدي والتطبيق. ومن خلال الحوار نتعرف على رؤيته في الواقع الحالي للثقافة والإبداع والنقد في عالمنا العربي . فيقول أن غياب الإبداع العلمي جعل الثقافة العربية ثقافة تابعة وهامشية! وأن أدلجة الوعي وفقدان البوصلة كانتا سمة ظاهرة للنصف الثاني من القرن العشرين !
ويتحدث عن تجربة فصول فيقول أنها كانت صفحةً جديدةً تماما عن النقد الأيديولوجي الشائع. وأن كُتّابِ القصيدة العمودية وقصيدة التفعيلة أكثر قدرة على كتابة قصيدة النثر، وأنه لا يمكن للرواية أن تحل محل الشعر. ويضيف قائلا أنه يمارس حاليا النقد التطبيقي وهو مهمة صعبة يدرك خطورتها.
ويستطرد قائلا : إن دخول مراكز إنتاج أدبي وثقافي جديدة على خارطة الثقافة العربية إلى جانب المراكز القديمة، وبروز مواهب حقيقية في مختلف مجالات الفنون الأدبية، يعود سببه في تقديره إلى أن الإبداع الأدبي جهد مشروعات فردية، فبالجهد الشخصي يمكن للفرد أن يصبح شاعرا عظيما لو كان موهوبا،أو يصبح روائيا أو كاتبا، لكن لا يمكنه بنفس الجهد أن يصبح عالما كبيرا في مجالات الفلك أو الطب أو غير ها ؛ لأن ذلك يرتبط ببنية مجتمع علمي لابد من تكوينها، وبتضافر اختصاصات متعددة، وباستثمارات مادية وبشرية، وبمؤسسات علمية، وبمناخ نفتقده في كل أرجاء الوطن العربي دون استثناء .
ويتحدث الدكتور صلاح فضل عن حلم الوحدة العربية الكبرى" التي تغنى الناس بها تحت زعامة عبد الناصر مشيرا الى أنها كانت وهما، لأنها لم تدرك التحديات الحقيقية الداخلية والخارجية، وبنية المجتمعات المفككة التي كانت تحتاج إلي توحيد اقتصادي وتوحيد ثقافي وتوحيد في درجة النمو المدني ومفهوم الدولة ذاته قبل أن تقفز إلى التوحيد السياسي .
كما تقدم الجوبة في هذا العدد الناقد الكبير عبدالسلام المسدي أحد أبرز المتخصصين العرب في حقل الدراسات اللسانية المعاصرة وهو أحد الدارسين القلائل الذين تجاوزوا مرحلة النقل والترجمة من الغرب إلى آفاق التوليد والاستحداث، ومواءمة العلم الكلي لتاريخية ونوعية لغتنا العربية . وقدم المسدي لنا العديد من الدراسات والمؤلفات المهمة في هذا المجال منها : (التفكير اللساني في الحضارة العربية )، ( اللسانيان وأسسها المعرفية )، ( الشروط في القرآن، على منهج اللسانيات الوصفية )، ( قاموس اللسانيات ) وعددا آخرَ من الدراسات المهمة .
وتحاور الجوبة الناقد الأردني محمد المشايخ، الذي يعتبر من أهم النقاد الأردنيين، الذين توقفوا طويلا عند الأدب والأدباء الأردنيين في سيرهم الذاتية والإبداعية، وحاولوا إيصال صوتهم النقي والملتزم، إلى الساحة الأدبية العربية، وله أكثر من عشرين مؤلفا في النقد الأدبي.
ونجده يتحدث عن هموم المثقف، وعن السرقات الأدبية، وقصيدة التفعيلة وقصيدة النثر وشؤون أخرى .. ويطالب النقادَ بأن يتخصصوا بمنهج مُعَيَّنٍ حتى يبدعوا ..فيقول: إننا نعاني في الساحة النقدية العربية من الكتابة التي تتصف بالبانوراما النقدية، أو الكوكتيل النقدي، فحين تتداخل المدارس والمذاهب والمناهج لدى الناقد الواحد، نجده يفتقر إلى الرؤية الصائبة، ويدخل في إطار الفوضى. وحين يتخصص بمنهج، يبدع، وتكون كتابته أقرب إلى النقد الأدبي.
كما تحاور الجوبة الشاعر والمسرحي الدكتور نصار عبد الله أستاذ الفلسفة ورجل الاقتصاد والقانون وأحد رفاق الشاعر الكبير صلاح عبد الصبور،متحدثا عن تجربته الشعرية التي تمتد منذ العام 1970م الى الآن . وهو شاعر شديد الاختلاف والمغايرة للسائد والمألوف؛ لغة وفكرا ووعيا ورؤية شعرية، وتشكيل قصيدة، وهو مجبول من الجرانيت الذي يمتلئ به صعيد مصر وجباله، ومن ذلك قوته ووحدته وشموخه وصلابته، وفيه من نيلِ مصر الخالد طلاقته وانسيابه وعذوبته وتدفقه وانفتاحه الأبدي. ومن هذه الطبيعة الثنائية التكوين جَمعَت شاعرية نصار عبد الله بين الصخر والماء، والعناد واليسر، بين الغضب والرضا، والثورة والحزن .
ويقدم الناقد المغربي عبدالحق ميفراني قراءة نقدية في ديوان ديوان الشاعر السعودي عيد الحجيلي الصادر عن دار شرقيات بمصر "قامة تتلعثم" قائلا عنه انه صورة مصغرة من مشهد شعري، تتجاور فيه النصوص والرؤى، كما تتجاور المرجعيات الفكرية .
كما يقدم الناقد أديب محمد حسن قراءة في ديوان نحيب الأبجدية للشاعر السعودي جاسم محمد الصحيّح وهو من الأسماء المتصدرة للمشهد الشعري السعودي،ويشكل حالة شعرية متفردة،تمتلك أسباب الخصوصية،ومفردات التمايز عن المحيط.
ويضيف لاشيءَ في الدنيا يعادل متعة اكتشاف شاعر،فهذا الكائن الذي يُسلّي وحشة الوجود،كالنباتات النادرة التي تنتشر في بقاع الأرض العذارى،تحمل ألواناً مغايرة لكل ما يحيط بها،وتنطوي على خصائص نادرة غير قابلة للتعميم والمداولة.
وفي مجال السينما تقدم لنا الجوبة الناقد الفني والقاص خالد ربيع السيد الذي يقول بأن استخدام التكنولوجيا الرقمية سيكون سبباَ في خفض تكلفة صناعة الأفلام . كما سيزداد عدد المنتجين لأفلام الحركة والروايات الملحمية والفنتازية، وهي الأكثر إقبالاً وتفضيلاً من قبل الجماهير .
أما في مجال التشكيل فتحتفي الجوبة بتجربتين ثريتين لفنانين عربيين مقيمين في أمريكا هما الفنانة التشكيلية سامية الحلبي والفنان التشكيلي الدكتور مصدق الحبيب .
فسامية الحلبي التي اتسمت أعمالها بالطبقات اللونية المستوحاة من الطبيعة الفلسطينية، هي التي بدأت بإنجازَ لوحات تجريدية ينسجم فيها البناء والتكوين واللون معاً، فرسمت أوراقَ التين، والصخور، وصوّرت انعكاسات الضوء على أوراق شجر الزيتون... واتكأت في لوحاتها التجريدية، على ألوان الطبيعة، إيماناً منها بأن التجريد مبني أساساً على الطبيعة وقوانينها.
ومصدق الحبيب ..هو ذاك الفنان الذي عشق الخط العربي وأبدع فيه . وهو بما راكمه من تجارب عربية وعالمية يريد أن تبقى تجربته في الخط تقليدية محافظة بشكل أساسي مع مسحة خفيفة من المعاصرة، ليس فقط في الأسلوب .. وإنما في المواد والسلوك، وهو الرهان الذي سار عليه بكل ثقة وجمالية.
وتقدم الجوبة دراسة جديدة للدكتور عوض البادي عن رحلة مجهولة تمت قبل أكثر من مئة عام الى منطقة الجوف السعودية شملت مدينتي دومة الجندل وسكاكا وكاف ،قام بها عز الدين آل علم الدين التنوخي الذي فر من سورية مع مناضلين آخرين هرباً من الجندية أو للمطالبة باستقلال البلاد العربية، أو للانضمام للثورة العربية التي أعلنت في مكة في اليوم التاسع من شهر شعبان 1334ه الموافق للعاشر من شهر حزيران عام 1916م بهدف الاستقلال عن الحكم العثماني.
وفي الدراسة يذكر التنوخي أنه عندما كان في حلب علم بأن الأتراك قد أمروا بالقبض عليه "فاستجار من المعاطب بالسباسب ومن العوادي بالبوادي ولاذ من عقاب العجزة الأشرار باجتياز عقاب المفاوز والأوعار، فتوارى عن العيون والرقباء، يوماً بجبل الشيخ في الجولان ويوماً على متون الصافنات الجياد يقطع سهول حوران". ويذكر أيضاً أنه التقى بصديقه جلال الدين البخاري الذي كان أيضاً فاراً من عدوان الأتراك "فتوافقا وترافقا حتى وصلا إلى البلقاء في الأردن ونزلا ضيفين مستجيرين على عشيرة بني صخر قرب الزرقاء. وقد أقام هو ورفيقه بين ظهرانيهم شهر ذي القعدة سنة 1332ه(1914م)، وفي اليوم الخامس من ذي الحجة انتقلا لعرب السرحان الذين كانوا على وشك الرحيل جنوباً ورافقوهم في رحلتهم حتى وصلا إلى الأزرق. التحق التنوخي ورفيقه بالشيخ عودة أبو تايه شيخ قبيلة الحويطات الذي كان مخيماً مع قبيلته عند قليب العقيلة بالقرب من قريات الملح التي هي مجموعة من قرى صغيرة بها ملاحات طبيعية. وهي واحات نخيل في كل واحدة منها، حسب وصفه، عدة بيوت قروية مشيدة باللبن، وأهمها قريات ثلاث هي قرية كاف وقرية منوة وقرية إثرة. ووفي قرية كاف ما يزيد على عشرين ألف نخلة. وينقل من هذه القرى الملح إلى حوران وعجلون والجولان حيث يشترى بأثمانه بضائع دمشقية مما يصلح للبادية أو يقايض بعضه بالحنطة.
مكث التنوخي ورفيقه عدة أيام في مخيم الشيخ أبو تايه الذي أمنهما، ومن مخيمه عبرا وادي السرحان راحلين إلى حاضرة الجوف.
كما تقدم المجلة دراسة في راهن الشعر المغربي للدكتور عبدالفتاح شهيد يخلص فيها إلى أن أسئلة الإبداع والذات والهوية ظلت تلقي بظلالها على التجارب الشعرية الشبابية في المغرب. مما يعبر أولا عن نوع من الانتماء الفني لعالم الشعر دون أي انبتار عن الأصول باسم الحداثية والثورية على الأنظمة القديمة. فلا تعني الحداثة تهشيم كل علاقة بالأصول، بل الانطلاق منها لبناء صرح شعري يعي دون جهل، ويغير دون اجتثاث، ويجدد دون تماهٍ مع أي نموذج مهما بدا ساميا. ويدل ثانيا عن رغبة في إضفاء أبعاد جديدة على الذات الشاعرة لارتياد آفاق التجريب ومغامرات العطاء والبحث العمودي الذي لا ينتهي. ويعكس ثالثا تمسكا بالهوية والدفاع عن ثوابتها القومية والإسلامية لرد الشعر إلى مكانه الحقيقي في شعور ولاشعور الأفراد والجماعات. إلا أن هذه التجارب على سموقها في مدارج الإبداع تبقى في حاجة إلى تشذيب متفاعل وحوار متواصل، ينصت فيه الشاعر إلى سكون الذات المبدعة وصوت المتلقي في تنوعه المتعاقب والمغني.
وتقدم الجوبة دراسة للناقد إبراهيم الكراوي عن الحداثة السردية : مقدمة في مظاهر الاتصال والانفصال في الخطاب القصصي العربي، فيقول أن هذه الدراسة تطمح إلى اكتشاف تجليات خطاب الحداثة في القصة العربية،وإضاءة المفهوم نفسه،والذي أصبح يثير مجموعة من الأسئلة المتعلقة بمفهوم الكتابة السردية الجديدة بالمغرب وآفاقها، ثم العلائق التي تنسجها مع العالم.بل إن هذا الخطاب سيحاول مساءلة مفهوم الكتابة ذاته كما طرحه النقد الجديد ومن خلال هاجس البحث عن أنساق مغايرة،وخلخلة الأسئلة المألوفة،ثم علاقة الذات الكاتبة بفعل الكتابة .
وتنشر الجوبة قصائد للشعراء جمال الموساوي,احمد الواصل والدكتور شريف بقنة الزهراني وعبدالرحيم الخصار وعلي محمد آدم ويوسف عبدالعزيز.
كما تنشر قصصا لِ هشام بن الشاوي وعبدالسلام الحميد وفاطمة المزروعي ومصطفى لغتيري ومحمد زيتون ومحمود عطية محمود.
ومن أجواء المجلة مقطع من قصيدة للشاعر يوسف عبدالعزيز :
أقدام النّسر
نَسرٌ مهجورْ
في قفصِ امرأةٍ مهجورة
منذ عصورْ
ظلَّ طَوال الليلةِ يتصبّبُ عَرَقاً
ويُهمهِمُ
أعطوني قدميَّ لأقفزَ في مركبةِ النّيرانِ
وريشي لأطير
أَبعدَ من هذي الصّورة
في تلكَ المرآةِ المكسورة
ومقطع أخر من قصيدة الأمازيغي للشاعر عبدالرحيم الخصار :
أنا حفيد الملك الأمازيغي القديم
لم أرث عن أسلافي سوى نظرتي المرتابة
وإحساسي الدائم بأني أمشي على رصيف يرتج
وأتكئ على حائط سينهار
أمد يدي إلى ظلمة لا نهاية لها وأسبح في مياه غادرة
فماذا أفعل فيك أيها العالم وكل أملاكي قلم وورقة؟
أسهر الليالي أشذب الكلمات
أناشد صورا في الألبوم أن ترقص معي
وأفتح نافذتي في عز الشتاء على نوافذ مغلقة
يركض الناس متلهفين باتجاه الحياة
وأنا يجرفني التيار باتجاه حياة أخرى
ومقطع من قصيدة للشاعر أحمد الواصل بعنوان سفينة الجدائل :
1-جديلة الرحيل:
هُوَ ذاكَ رَحيْلٌ ينزَعُ وترَ الوجَعِ..
هُوَ ذاكَ رَحيلٌ ينحَرُ ذاتَ الصمْتِ..،
فمن يَسْتَطيعُ الرحيلَ وحْدَه؟..
نقضَ الترابُ عهْدَه،ولم يحْفِرْ أسماءَ الراحلين..
-الهزَّاني*كان يَسْني القصائدَ على شفاهِ الصَّحْراء-
يسألون فاتحةَ الطَّاعُوْنِ..
لا رَحْمَةٌ..
لا جوعٌ..
أم سَنةٌ للحُزْنِ في ذاكِرة حِصَّة**..؟
وفي مجال النقد تقدم لنا الجوبة نقدا في رواية / عبده خال (فسوق) للدكتور عالي سرحان القرشي، وآخر ليونس الحيول في : أخيرا وصل الشتاء لعبدالرحيم الخصار، ثم عبدالحق ميفراني في "قامة تتلعثم" لعيد الحجيلي.
كما تقدم لنا الجوبة مقالات ل شمس علي بعنوان ( قصيدتي ستغير خريطة الشعر العربي) عن الشاعرة الراحلة نازك الملائكة، وللكاتب المغربي عبدالحق ميفراني في( رحلة محمد شكري المفتوحة ) ثم ( المعالجة الحاسوبية للخط العربي .. هل خدمته أم شوهته ) للكاتب السعودي خلف سرحان القرشي.
كما تقدم الجوبة شهادة روائية مهمة للروائي يوسف المحيميد عنوانها (ليل الأساطير في طفولتي ) ، قدم فيها الروائي المحيميد شهادته عن تأثير الأساطير والحكايات التي سمعها في طفولته على كتابته الروائية بدءاً برواية فخاخ الرائحة وحتي نزهة الدلفين مروراً برواية القارورة.
يقول يوسف المحيميد في مقطع من شهادته الروائية :
كثيراً ما تنتابني لحظات السؤال الأكثر طموحاً: كيف يمكن أن تتحول الرواية بأحداثها وشخوصها ومكانها إلي أسطورة جديدة، بمعني: ما مدي القدرة علي أن أكتب رواية تخلق أسطورتها من عمقها دونما جلب أساطير الذاكرة الشعبية المتاحة للجميع، ودونما توظيف تلك في نص جديد يتحدث عن واقع يومي جديد، بمعني خلق أسطورة لا تتشابه مع أسطورة سانتياغو الراعي الاسباني في رواية الخيميائي لباولو كويليو، تلك الرواية المتقاطعة مع احدي ليالي ألف ليلة وليلة، وإنما خلق أسطورة تتفق مع أسطورة ذاك الراعي، المتمثلة بأن الكون بأسره يتضامن مع ما ترغب حين تؤمن برغبتك تلك وتقاتل لأجلها، إذ يتقاطع حلمي معه في مسألة الطموح، بحيث سأقاتل مع حروف الأبجدية كلها إذ أسوقها في مخيلتي، كخرافٍ مذعورة، لنصنع أسطورتنا الجديدة.
وفي فصل من رواية قدمت لنا الجوبة فصلا من رواية " الشتات الأول" للكاتب السعودي فيصل أكرم وهو الجزء الخامس من الرواية بعد أن نشرت الجوبة الأجزاء الأربعة الأولى منها في عدد سابق .
أما في زاوية قراءات فتقدم لنا الجوبة قراءة في كتاب ( فصل من تاريخ وطن وسيرة رجال) شارك فيه عدد من الكتاب والمثقفين السعوديين ، ويبحث في سيرة معالي أمير منطقة الجوف السابق الأمير عبدالرحمن بن أحمد السديري يرحمه الله ، وأخرى لكتاب (مسيرة التعليم في منطقة الجوف ) تأليف الأستاذ إبراهيم خليف المسلم من رجال التعليم الأوائل ومدير تعليم سابق في المنطقة . إضافة إلى قراءة في كتاب (دومة الجندل للدكتور عبدالعزيز سعود ألغزي ) وكتاب (المرأة في الجزيرة العربية قبل الإسلام ) للدكتورة هتون الفاسي.. وقصة(مفاجأة ماجد ) ل محمد صوانه.
يشار الى أن مجلة الجوبة مجلة دورية تصدر عن مؤسسة عبدالرحمن السديري الخيرية، كل ثلاثة أشهر ضمن برنامج النشر ودعم الأبحاث، ويمكن مراسلتها على البريد الإلكتروني : [email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.