اختتمت مؤخرا فعاليات الدورة الثالثة، لمهرجان سيدي بنور للحقلة والفنون الشعبية، وذلك بعرض فقرات فنية متنوعة، قدمت فيضا من الفرجة الفنية للجمهور الدكالي المتعطش لكل ما هو فني أصيل. واعلن مدير المهرجان محمد البوساتي في كلمة خلال اختتام المهرجان، الذي نظمته جمعية ناس الكوميديا من 7 إلى 10 ابريل الجاري، أن الدورة المقبلة ستكون دولية، وذلك بمشاركة عدد من البلدان الأوربية والأفريقية، والعربية منها على الخصوص البرتغال، اسبانيا، بلجيكا، تونس، ساحل العاج، وغيرها، موضحا أن البلدان المشاركة في الدورة المقبلة، ستكون متميزة بأدائها لما لتلك البلدان من قيمة وأهمية على مستوى فرجة الهواء الطلق ومسرح الشارع، بكل ما تحمله الكلمة من معنى. واعتبر ان الدورة الثالثة كانت ناجحة بكل المقاييس، رغم إلغاء السهرات الفنية التي كان من المقرر احياؤها من قبل عدد من الفنانين المتظالقين منهم عبد العزيز الستاتي وعبد الخالق فهيد، السفاج ومهيول والثنائي التيقار، وحميد المرضي وتشنويت وغيرهما. ونوه البوساتي الذي شدد على مرامي المهرجان لتعزيز الممارسة الفنية والثقافية وخلق مزيد من الاشعاع الابداعي، بالدعم والمساندة التي لقيها المهرجان، من قبل عامل اقليمسيدي بنور جلال الدين المريمي، وكذا من قبل السلطات المحلية والمجلس البلدي، وفعاليات المجتمع المدني، وكل من ساهم من قريب أو بعيد في إنجاح التظاهرة، التي اعتبرها مفخرة لمدينة سيدي بنور، ولمنطقة دكالة بشكل عام، بهدف تحقيق قيم التنمية المحلية والاقليمية والجهوية، وتكريس مبادئ المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أقرها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله عام 2005. بالمناسبة أشاد المدير الجهوي للثقافة عز الدين كارا بمبادرة انعقاد هذا المهرجان في منطقة دكالة الذي يعد أحد البوادر الحقيقية والمتميزة للاحتفاء بالقيم التراثية والفنية، مؤكدا أن هذا المهرجان، الذي اصبح موعدا سنويا لتكريم فن الحلقة ورموزها، سيظل محطة للتواصل والحوار، وخلق مزيد من الاشعاع الفني والثقافي، داعيا اللجنة المنظمة الى بذل مزيد من الجهود حتى تتحقق الرهانات الكبرى. وما ميز هذه الدورة هو مشاركة ما يفوق من 740 فارسا، يمثلون عددا من مناطق المغرب، وبخاصة من منطقة دكالة، حيث قدمت فرق الفروسية والفانتازيا صورا بديعة من فنون تراثية، وكرنفالات ساحرة، تجمع في زهوها الجميل بين حب الفرس، وصيانة الذاكرة الثراتية المغربية والحفاظ على العادات والطقوس المغربية الأصيلة. كما شارك في هذا المهرجان الذي حج إليه جمهور غفير قدر بأزيد من 80 ألف متفرج، يوميا، أزيد من 30 فنانا كوميديا متخصص في فن الحلقة، حيث قدم هؤلاء المبدعون في تلقائية لا تخلو من فن جميل، وسحر ابداعي مغربي فريد، وصلات فنية رقيقة جمعت بين الجد والهزل، بين التراجيديا والكوميديا، حلقات أعادت إلى الأذهان سحر المسرح ابو الفنون، الذي يظل الفن الرفيع الذي يجمع بين كل الفنون سواء كانت شعرا أو زجلا، حكاية أو تاريخا، أو قصصا خرافية بطرق اقناعية وتشويقية قوية، لا يمل الجمهور من سماعها. وشهدت فعاليات الدورة بالإضافة الى عروض الفروسية وفنون الحلقة التي اقيمت في الهواء الطلق، وتابعها فيض من الجمهور، عرض مسرحيتي "عيطة الروح" للكاتب والمسرحي عبد الله المجيد، و"لي تلف يشد الأرض" لفرقة الأجيال المسرحية بدار الشباب سيدي بنور. فضلا عن ورشة للحلقة والفنو ن الشعبية التي أطرها الفنان المسرحي سعيد فليفلة باحدى المقاهي الادبية بالمدينة. وكانت فعاليات الدورة قد انطلقت بكرنفال كبير تابعه جمهور غفير قدر بازيد من 20 الف متفرج، وبمشاركة أزيد من 60 فنانا، حيث شكل مناسبة حقيقية للفرجة ولقاء الفنانين والتواصل معهم، ومحطة ابداعية راقية استحسنها الجمهور، للاحتفاء بكل ما هو تراثي وشعبي وتاريخي، يجعل من سيدي بنور فضاء خصبا لتمجيد الفنون التراثية، بكل العادات والتقاليد والطقوس الاصيلة. وكانت الدورة السابقة قد عقدت تحت شعار"فن الحلقة مدرسة الأجيال" وتابعها جمهور غفير، قدر بأزيد خمسة آلاف متفرج في اليوم، حيث عرفت الفعاليات العديد من الأنشطة الفنية والفقرات الثقافية التي توزعت بين الفنون الاستعراضية والفنية والحركات البهلوانية، إضافة إلى مشاركة فرق فنية متخصصة في فن الحكي والحلقة، والموسيقى كفرقة" توفة ريتم"، وتنظيم ندوة فكرية حول موضوع" فن الحلقة"، بمشاركة عدد من الأساتذة والباحثين، منهم الدكتور الحبيب الدايم ربي، فضلا عن الفنان المسرحي سعد الله عبد المجيد وأبو القاسم الشبري وغيرهم، وتكريم الحكواتي المغربي المعروف محمد بريز من مدينة مراكش.