وسط المدينة الكبيرة، كانت الساحة تمتلئ بشباب مثل ورود صغيرة تأخر عنها المطر. وقفوا يهتفون.. وكان طارق من بينهم يطالب بحقه في العمل حسب الشهادة التي يحملها في قلبه. صرخ.. وصرخ الآخرون.. وتعالت الصراخات والصفير في الساحة التي تتصدر المدينة.. وكانت الساحة تكبر.. وتكبر، والشباب يكبرون في الساحة.. ويحرقون شهاداتهم بلا حسرة.. والساحة تكبر وتكبر.. أخذت تفيض مثل تسونامي جديد.. دخل طارق وسط الدوامة.. بلعته الدوامة.. لفظته الأمواج .. كانت الأمواج عاتية تنبئ بالموت.. وكان الموت غير بعيد.. كان يلتف، ويدور كحية رقطاء، ويلبس قناعا، وينتظر في سيارات مصفحة.. كان يراقب طارقا والآخرين .. كانوا يسجلون: "ماذا يخطط طارق.. ماذا يقول طارق.." هجم الطوفان على طارق. كان الطوفان عنيفا ..عنيفا ..عنيفا كوحش. نزل دم طارق ساخنا على الإسفلت وسط الأمواج.. والأمواج تضرب رأس طارق.. تضرب.. تضرب.. وفي القريب، صرخت فتيات في وجه الطوفان.. مات طارق. انحسر الطوفان.. رجع إلى الخلف كشاطئٍ جبان.. وتلاشى كموت في الظلام.