(1) و سأنظمها شعرا.. و سأنثرها نثرا.. و سأكتبها قلبا يغتال الحب لأجل الحب و ينحره حتفا في زمن الزيف و في زمن الخوف و قد مزقه الكأس بحد السيف و حطمه الموج على صخر الشطئان بيوم عصفت فيه الريح ببحر الأعماق برحلتها..نحو خلاص الحب و نحو برود القلب و نحو بقايا إنسان يصرخ في شدة صمت حناجره صمتا يصرخ في بؤس أنين خواطره موتا فيلملم في بعض اليقظات سنين الهجر أحاسيسا.. تحبُل سرا بسحابة أعذار تزأر مثل قصوف الرعد و لكن يحجبها الغيم فتهدأ عاصفة ُالمجنونة خلف سحاب النار و غيث الأحزان و تحضن عبرتها ابتسمت للأحداق كطوفان.. يغرق خدا أنبت سهل شحوب يتجمد فوق رمال الصحراء الفيحاء بأقداح اليأس المسكوبة فوق غصون البان! (2) هي شعر.. لم ينظم أي جديد جفت كل شواطئه و انطفأت زرقة أبحره المدفونة في رحم الأعماق.. و غارت أمواج عواصفه في صوت الريح المشنوق بأحبال الصمت.. بمقصلة النسيان و طير النورس غادره ميناء يقفو آثار المركب مذ أبحر خارج كل الأوزان و قد قذفتها في صدري في كل حرارة إيمان الشيطان أتى ليحد قريحة شعري و يحذرني من ذاك الشيطان! (3) هي نثر .. نثرته الأقلام مدادا خارج قرطاس الكلمات المطبوعة في ديواني خلف بياض السطر و خارج صمت الكراس و قد ظل يسير بذكرى العيد على جسر دفاتر أكفاني و هو يبشر أيتام الملجئ ساء و يبشرهم بوعيد فيصير كأقلام دم نزفت بدواة القلب معان تسلم من أسرار التأويل و من أغوار الترديد المتفاني هي حاء باء.. كنت أنا أقرأه في أوجه أوثان حطمها فأس الأقنعة الموضوعة رغم حياء الأدوار مؤداة في مسرح معبدها المنصوب بأرض الإحرام.. كنت أنا أقرأه و أردّد كل معانيه بغابر عهد بحنين مفتعل في فنجان العرافة لما قامت تزحف نحوي.. كي تقرأ حبي عذبا تقرأ حب نزار حزنا و تبشرني بكتاب الدمع كتاب الآهات و ثوب حداد.. تلبسه امرأة ( مؤمنة ) تتطوف حول الأصنام! و لما قامت تزحف تقرأ لي أيام الصبر و تنظر في عمر ليالي الكتمان! تبشرني بطريق.. غير طريق العشاق تحذرني من خبث امرأة مولعة بقصائد شعري تقرأها..تقرأني و تريد بأن أكتب أشعاري فوق جنادلها كي لا تخنقني و أنا المخنوق الميت من ساعة ميلادي المترقب يوم الحشر مكاني مع من يملك ساعة قلب و لسان.. تخنق إحساسي تكتم أنفاسي من دون الناس تطاردني كالظل تلازمني كالمنجل للحقل و تختار الكلمات لتنشدها في عيد الكل سوى عيدي فأنا عيدي جد بعيد إلا عن هجراني.. تسرقها في البدء و تغرق في حبر دواتي أقلاما تتجسس عن أشعاري تجعلها جثثا هامدة فوق الأوراق تحاصرها سبعا و تطاردها سبعا و تدنسها سبعا بيراع نفاق.. و تزعم أن قوافيها خير من شعري و أنا شعري بعض من عمري و أنا عمري مذ أعرفه يجري.. يجري.. بين المهد و بين القبر على نحري يشعرني بالصدمة من سالف عصر.. تركب قاطرة الصبر تسير بها في وهم الآمال تضيء لها نورا مقتبسا من ذوبان الشمع بكهف القلب و لكن.. تتوقف في غير محطّته تنظر ماذا دوّن شعري فيها تحلم.. تقرأ لكن لا تقرأ إلا شعر جفاء فيه الروح كأطلال ينعق فوق مسالكها البوم و يبكي أسطورتها ألف غراب يفصل ما بين الحصن و ما بين حصون تسقط في البحر و تستنجد بالسفن المهزولة.. بل ما كان تبقى منها بعد عواصف صيف محزون.. تحلم تقرأ لكن لا تقرأ إلا فنجانا بردت فيه ( القهوة ) دارت بين الساقي و الراوي لم أتناولها.. و العرافة واقفة قربي كالنادل لا تترقب إلا أن أنهيه فتقرأ لي ما فيه فكلهمو يقرأ يقرأ و أنا وحدي ( الأميُّ ) فلا أحسن فحص الكلمات المرضى في مستشفى القاموس فلا أقرأ إلا بعض هواجسها كلمات.. تبخل حتى أن أنظر فيها نظرات ساخرة كلمات..لم أتمعن فيها لكني أدركت بأنها عاشقة تشرع أجنحة والهة في سحب الحب تطير بها بين طيور الكروان لتدخل نار جنان عاشقة.. هتفت بي من شدة ما انتظرتني و أنا لا أصغي لشفاه الجرح و لا تلفحني نار الصحراء و قد زحفت في القلب و لا أسمع إطلاق رصاص النبضات و لا عصفت بي ريح الحب و لا أخفاني الشمع وراء سدول الليل لكي لا أرنو دمعي في محراب نهار.. عاشقة تقسم أني ألبس أقنعة فوق الوجه و لا تدرك أني لا أعرف لي إلا وجها شحّبه الحزن و قطبه الشجن الأبدي قضاء..قدرا لا تدرك أني..لا أملك إلا وجها لا يعرف إلا لوني لا يتلون بالألوان البراقة أو يتجمل كي تهواه امرأة أو يتنكر كي يستصغر جسر الأزمان وجه ما دنسه القبح و لا خامره قط نفاق عاشقة.. تحملني أن أنزع عني عن قلبي كل شموخ و إباء كل كتاب.. أتصفّحه عن عظماء التاريخ فلا أذكر إلا قيسا أو عنترة العاشق أو حتى ابن ربيعة لا أتذكر إلا أمثال نزار.. و هو يعافى من أوسمة السّيدا في بيمارستان المحبوب و لا أذكر من نفسي غير متيمها.. غير المجنون يهيم بكل الطرقات يبحث عن ليلى في محراب قطاة حول الأرصفة المزروعة بالقبلات و باللذات ! (4) أف منها..أف منها أف منها عاشقة الأموات أف منها دفنت بين جنون و حياة تذرِف طوفان الدمع على شاطئ قلب.. يعرف كيف يحب ُّ ويعرف من سيحبُّ و لكن.. طوفان حُشاشته يغمر كل الأوطان قواف تصفع إحساس القينات لهيب يجتاح صكوك الحب و يحرقها في وكر بغاء لا تدرك أن القلب لها قال أحيلي الأوراق إلى قلب آخر خارج هذا الصدر فليست عندي أوراق للإثباتِ لكي أمنحك لجوءا في صدري أو أيا من تلك الفتيات فلو سبح للحب الناس جميعا فسأبقى وحدي أشقى خارج معبدهم أحمل أوزاري لهمو في دنياهم جنات تفنى.. و أنا لي في دنياهم ألسنة النار و لكن خارج بيت بغاء كتبوا فوق مداخل بوابته: " مجان " يطلب فيه زبون خفض السعر ليستثمره عهرا في تلك ( المشروعات )!!!