ألف..لام..حاء..باء النار بقلبي تتأجج تنطق ألسنة في نبضاتٍ تصرخ : حب.. ألف..لام ..حاء..راء..باء.. و الحرب بقلبي ضارية بين الإحساس و بين الوسواس الخنّاس تمدد جرحي بمداد دمي في هول وطيس محمي فوق رقاب الغيب.. و أنا.. بين جنون الحب و ذعر الحرب سللت القلب كسيف يمسح دمعي يوقد شمعي يطفئ ناري..يغلق سمعي عن هذا الموت و ذاك الموتِ و يبعدني عن رحم القبر فقد قتلوني.. و بأرض الشهداء الموتى دفنوني و لشدة موتي طلبوا مني بعد طقوس الدفن و بعد طقوس التأبين بأن أنكر نفسي بعد البعث بيوم الحشر فلا يرتابون.. لأنّي حطمت كؤوس الخمر تحوم على الثغر تحوم على الصدر و تُسكب فوق بياض السطر بليْل.. كل العشاق به في حالة سكر و أنا وحدي.. من كنت أزم شفاهي عن ذاك الكأس فلم أجرع معهم نخب النصر! فقد كنت أعد القتلى و أضمد جرح الجرحى و أفك قيود الأسرى في وطن الأسر و كنت أرمّم أعمدة الجسر أيمّم باب الصبر أرتل فيه قصائد شعري و أُعدُّ ليوم الثأر.. و هم.. فوق العرش المنهار مضوا في بحث عن خِدر يحجب أشلاء العهر فهم أولى بالذم و هم أولى بالخزي و هم.. لقطاء شرفاء حبلت "بهمو" ذات مساء أم نزار.. و ضعتهم عند جذور الكفر فلما هزت منها جذع الذنب تساقط حول جوانبها الملجأ و هو يضم بغايا القصر تباهت بالعفة من سالف عصر! كنت أعد ليوم الثأر و ثأري يرتد صداه إلى نحري يتعقبني في دربي يطرق أبواب الخوف و يطرق أبواب الصمت و يطرق أبواب الفكر و يرحل في كل بلاد يقبع خلف ستار النعش و يركب أحشاء الدهر و يقطع صحراء الحسرة و الهجر يسير كمسكين.. يزرع في رمس زهور بعض الزهر و يكتب فوق مقابره ألف كلام و بظلمته شمع فأسا كان يحطم أصناما عكف الشعراء عليها و اعتكفوا يهدون إليها كل عكاظ قربانا مياس الخصر ملاكا.. يزرع في أرضهم القات و يدعوهم للجني متى نادى الثأر إلى الكر و يسألهم عاما بعد العام نبيذا من زمزم عذبا قال الشاعر فيه قصائده.. فلقد كان دواء الداء و كان شديد الأسر كتوم السر.. و يحلو في كل الأوقات و يدعو الشر إلى الخير و يقلب كل موازين الشمس إلى الظل و يقلب كل موازين الفجر إلى الليل و ينسى الأسماء المطبوعة في سيقان بغاياهم أو بين خصال الشَّعر.. و يسألهم عاما بعد العام صكوك الغفران يوزعها في ساع الفر على جيش العدوان الزاحف خلف خطا الدجال بوادي الجمر! (2) و على شفتيّ الجرح على جمرات الخد على شزرات العين على شذرات الكلم المزروعة فوق دماء العشق مددت شراع الحب على نهر المطر المتساقط فوق ليالي الصبر و خضت سواد القلب لأزحف شوقا فوق رجامي نحو حياة الحب و أقطف من شجر الدمع و من كتب الأحزان بقايا الآهات بقايا الحيرة و الآلام بقايا العزم على شطآن الريح و أمواج البحر و لكني.. و أنا في باب الحب.. وجدت بأني قمت أحارب قمت أواري قمت أعاتب شمسا لم أبصرها كعروس.. منذ زمان البدر و قد طاردها غيم الكف بها يلهو كالتينة فوق غصون الزيتون فيسقطها فوق عفاف الأرض فتنكرها من أنف الأنفاس و إيمان الحس بأن مصير الغصن بكف الغيم حروفا تحت سنابك خيلٍ آذت حمراء براعمه بأصابع كسر تطعنها..تغتال الحب فداء الحب و تغفو ألف دجى و دجى تروي فيه لشعري عن تابوت حملته ذماء جيوش الكلمات كنعش.. فوق لسان الجهر صلاة لحطام العجل بلا حرب فوق حطام العهر! فحبي.. أصبح حربي في يوم النذر و لم يهتف إلا لثلوج الذنب بنار الصدر و لكني.. ألفيت فؤادي قد صار سجينا خلف قيود حياء امرأة أُسرت قبلي لكن.. في سجن الخزي و سجن العهر و من شدة عفتها قامت لتلطخ طهري فأبى شعري.. و لذلك دار الساقي يلعب بالسكين على نحري ليسنّنه.. حتى إن أنهى لعبته كنت أنا في قبري أحلم بالبعث و لكن في منأى عن أهل ( الطهر )!!!