تجلس في قرف... والطفلة تمتص منها الثدي الضامر... وتستره بفضلة غطاء رأس متهالك تسدله حتى الجبهة... دموع وغصة تخنق ذاك الصوت... وكان ينبغي أن يرتفع ليوجع قلوبا منهم بتوسل... فتمتد الأيدي بعطاء... قطع نقود متناثرة على البساط متسخ مدته فوق الأرض... ويد تمتد بصرة ربما تحتضن بضع ملابس استُغنِي عنها... تُدبِّج كلمات الشكر لتنبعث... لكن صخب الشارع والغصة... وصراخ النسوة الممعن في الإلحاح... لن تنال شيئا... هكذا قلن لها حين التعاطف معها حل مكان الرفض وحتى الطرد والامتهان، فقد كانا حظها معهن أول الأمر، إذ دخلت حمى لهن يملكن كل الحق فيه منذ الزمن بعيد... وتقادم... انسحب الأنس بعد انسحاب معيل تكالب المرض فأرداه في ربيع العمر... والطفلة هي كل ما ورّثها منه... شباب وجمال ما زالا... وسمتا نحس وتنثران في السبيل كل العثرات... نظرات.. ولهاث... ولزوجة قول... وفضاءات العمل تتخلص منها تباعا بعد الرفض... لغط... والسوق تكتظ بالرائج والغادي... أصابع امتدت بنقود... مدت يدها... فانسحبت تلك الأصابع في شغب... نظرات منها لتستطلع... والنظرة منه تغازلها في شبق باد... ثم حتى الكلمات................