شكل اللقاء الشعري، الذي أقيم مؤخرا بمدينة خريبكة، بمناسبة فعاليات المهرجان الإقليمي للفنون التشكيلية في دورته الأولى، محطة بارزة في ظهور أحد المقاهي الأدبية بالمدينة، ويتعلق الأمر بمقهى جاكي/صوفيا التي يديرها الأستاذ جاكي البصري. وقد شارك في المقهى الأدبي الذي أقيم بتلك المناسبة التي نظمتها المندوبية الإقليمية لوزارة الثقافة، عدد من الشعراء والزجالين، من أبرزهم المصطفى الصوفي، وعبد القادر مكيات، والزجال محمد ظريف، فضلا عن الزجالين محمد الخلوفي ومحمد سولامي. وسافر المشاركون في تلك الأمسية الشعرية التي اثت موسيقياها الفنان سعيد الهدامي بنرات وديعة على آلة العود، أعادت إلى الأذهان ايام زمان زرياب وأيام الوصل بالأندلس، بالجمهور إلى عوالم شعرية وزجلية نهلت من ضفاف الرومانسية والوطنية الحقة وفيض الأحلام. وأقيم اللقاء الشعري، في تلك المقهى التي شكلت معرضا دائما للفنون التشكيلية، حيث يعرض الفضاء لرواده، فيضا من اللوحات الجميلة، التي تمزج بين الواقعي والتجريدي، فتحيل المكان إلى ضفة للحلم بكل ما تحمله الكلمة من معنى. وقد أضفى جاكي على الفضاء شكلا آخر من الرهافة والانتشاء الساحر، وذلك من خلال، رقة الموسيقى الحالمة، في شكل بديع، الأمر الذي جعل من اللقاء الأدبي الذي حج إليه جمهور غفير من الفنانين التشكيليين والمثقفين والمبدعين والإعلاميين، ضفة رومانسية، شكلت إلى جانب سحر الفنون التشكيلية التي كرمت بدار الثقافة أطيافا من الإبداع الرقيق الذي لون المدينة في تلك الفترة بألوان زاهية راقية. وقال جاكي في تصريح على هامش اللقاء الذي نشطه الروائي والإعلامي عبد الرحمان مسحت المتميز، أن هذا الفضاء الذي فتحه في وجه المثقفين والفنانين والإعلاميين والمبدعين وفعاليات المجتمع المدني، فكرة انبتت في الأساس على إنماء الخطاء الثقافي والفني والثقافي بالمدينة والإقليم، وجعل المقاهي الأدبية جسرا حقيقيا تعزيز مزيد من الحوار والتواصل بين الجمهور والمبدعين. وأكد أن المقهى الأدبي جاكي صوفيا، الذي يوجد بحي النهضة، يضع خدماته رهن إشارة كل الضيوف والمدعوين، في كل مناسبة، وذلك من أجل ترسيخ قيم المقهى الأدبي، كفضاء للقاء والحميمية، ومنح الممارسة الفنية والثقافية بالمدينة والإقليم جانبا آخر من الانتعاش والاقتراب إلى عموم الناس في كل حي من أحياء المدينة. وأكد أن الأنشطة التي تقام في كل مقهى أدبي، تلعب دورا أساسيا في خلق مزيد من الدينامكية الثقافية والفنية، فضلا عن تغيير الصورة النمطية للمقهى، معتبرا أن مدينة خريبكة تتوفر على الكثير من المواهب والطاقات الإبداعية، التي بإمكانها إنجاح هذا المشروع الذي وصفه ب" الجميل والمتميز". وأشاد بالمناسبة بالجهود الخيرية، التي يبذلها المبدع والروائي المغربي عبد الرحمان مسحت في ترسيخ قيم هذه المبادرة الراقية، والجمع بين المبدعين والمثقفين، وإشاعة ثقافة الحوار، من أجل الرقي بالتجربة الثقافية والفنية بالمدينة والإقليم وعلى الصعيد الوطني. وأكد جاكي الذي كشف عن ولعه بكل ما يتعلق بالتقنية التكنولوجية، والفنون التشكيلية، أن هذا الفضاء سيستضيف خلال لقاءاته وأنشطته المقبلة، عددا من المبدعين من أبناء المدينة والإقليم، ومنهم الشاعر عبد الحفيظ المريح، من أجل توقيع ديوان الجديد" هديل الأطياف"، فضلا عن عدد من المثقفين، والفنانين المغاربة في مجال المسرح والموسيقى والتشكيل وغيره. كما أشار إلى أن تجربة هذا المقهى الأدبي، سيتحول مع الوقت ونضج التجربة إلى صالون أدبي مميز، سيكون من مراميه وأهدافه ورهاناته المستقبلية، إزهار التجربة الإبداعية، بكل ما تحلمه الكلمة من معنى، لافتا بالمناسبة إلى أنه مستعد في وقت وحين، لخلق شراكات مع مقاهي أدبية أخرى، ومؤسسات عمومية وخاصة، وذلك بهدف الرقي بالإبداع الخالص وتكريم المثقفين والمبدعين وفعاليات المجتمع المدني. ودعا بالمناسبة إلى ترسيخ عادة المقهى الأدبي بعدد من الفضاءت المدينة والإقليم، وذلك بهدف الارتقاء بالتجربة الفنية والثقافية لعدد من الأسماء، من داخل المدينة والإقليم، إضافة إلى لمساهمة إلى جانب مؤسسات عمومية وخاصة عدة في إثراء الديمنامية الثقافية والفنية والإبداعية بالمنطقة.