قديمًا مثل هيباشيا، عنوان المجموعة الشعرية الجديدة، التي صدرت مؤخرا للشاعرة العراقية سهام جبار، المقيمة حاليا في السويد. وقد صدرت عن دار الحضارة للنشر، بالقاهرة. تضم المجموعة واحدًا وعشرين نصًّا نثريًّا. تقول الشاعرة في قصيدتها التي اتخذت المجموعة عنوانها: "قديماً مثل هيباشيا سلخوا جسدي وكنتُ أحسب العلاقةَ الرياضيةَ لبقاء الأزمنة على الأجساد ومثلما رتّقتُ ذلك الجلد اعتصرتُ المشاهدةَ من العيون فإذا بهم ليسوا هم وإذا بي ما زلتُ أنا" وردًّا على الطلقة الطائشة التي كانت قد أصابتها وهي عائدة إلى منزلها، تقول الشاعرة في قصيدتها "أبدٌ مُصْغٍ": ربما شراع ممزَّقٌ أنا لكن لماذا الوقت ضالٌّ والريح حائرة بالسفن الملاحقة؟ مُنْزلقة إلى العالم السفلي تلك النجوم قد تعالت علي ودلاء السماء قد تناست دجلتي وفراتي اليانعين بالعفن وما الرباط المقدس للعفن الحب يترنح بين أبدٍ وانكسار وقلبي مُصغٍ لرءوس التنين النافرة بمساميرها تدق هذه القدم وذلك الجبين أهش فزّاعات ظلامها لأكتب تلك الابتسامة أمحو انهمال جسدي بالتيمم بالكتابة أردّ عن دجلة صيفه المضيع اللبن يا لبن الأبد تمسَّحْ بشفاهي وارتع بقلبي ربما ألهج بصنعك حيًّا أركض بالحزمة المشتعلة وأعيش.. أعيش أعيش وتلك هي المسألة! وسهام جبار حاصلة على درجة الدكتوراه في النقد الأدبي من الجامعة المستنصرية ببغداد، وكانت مجموعتها الأولى بعنوان "الشاعرة" قد صدرت عن منشورات أسفار دائرة الشؤون الثقافية العامة ببغداد عام 1995. وقوبل ديوانها بحفاوة بالغة من الأدباء والنقاد. كما كانت قد صدر لها كتاب: الكاتبة في مدار النقد عن دار الشئون الثقافية العامة في بغداد. وذكرت سيرتها ومختارات من أشعارها ودراسات عنها في معاجم وببليوجرافيات وأنطولوجيات عدة، وترجمت لها قصائد إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية والسويدية والإسبانية. عاشت سهام جبار محنة الحرب في بغداد، وأصيبت بطلقة طائشة وهي عائدة إلى منْزلها. وانتقلت مؤخرًا للعيش في السويد. قام بتصميم الغلاف الفنان والمخرج الصحفي مدحت عبد السميع.