تعليقا على مجزرة سفن الحرية التي ارتكبتها إسرائيل كتب " إيفان ميشكوف " في صحيفة" روسيا " تحت عنوان" وجهتنا فلسطين ..وحمولتنا الحرية " يقول : " تحاصر إسرائيل غزة منذ أربع سنوات في مشهد مروع لا مثيل له ، وتمنع نقل الإبر والخيط والقماش والكتب والأحذية والالات الموسيقية إلي غزة ، لماذا؟ لأن تلك المواد الخطرة قد تقع بين يدي مقاتلي حماس الأشرار ويستخدمونها في عملياتهم الهجومية ! لكن ما الذي يمكن فعله بمثل تلك المواد ؟! ما الخطر الذي تشكله على سبيل المثال الآلات الموسيقية؟ . من يدري، ألا يحتمل أن يستخدم طفل فلسطيني الكمانجة مثلا لضرب صبي يهودي على رأسه في مهرجان موسيقي عالمي ؟! علما بأن أطفال غزة ممنوعون من السفر ! . تحاصر إسرائيل قطاع غزة حصارا وحشيا ، ولا بأس هنا من أن نذكر إسرائيل بأن الفاشية الألمانية أيضا لم تكن تسمح بمرور السلع إلي وارصو أو مينسك المحاصرتين ! . لكن إسرائيل لا تستفيد من دروس التاريخ ولا تنصت لأحد طالما أنها محمية من أمريكا بالكامل " . يدرك الرأي العام الروسي حقيقة ماجرى ، لكن إسرائيل تواصل كذبها بكل اللغات ودون توقف منذ أن بدأت وجودها الاستيطاني بإدعاء أن فلسطين وطن اليهود . عندنا إدعت إسرائيل أن ركاب سفن الحرية إرهابيون على علاقة بحماس . في إيطاليا – حيث يعاني المجتمع من سطوة العصابات - قد تدعي أن ركاب السفن هم زعماء المافيا الأيطالية ، وفي روسيا وجدت إسرائيل كذبة مناسبة فإدعت أن المتضامنين على علاقة وثيقة بالإرهابيين الشيشان ! هكذا في 4 يونيو الحالي صرح " أفيجدور ليبرمان " وزير خارجية الاستيطان والأكاذيب لقناة " روسيا -24 " بأن منظمي قافلة الحرية تربطهم علاقات وثيقة ومنذ زمن بعيد بالشيشان الذين يعملون على الانفصال عن روسيا ! وفي 6 يونيو نشرت صحيفة " كوميرسانت " الروسية تصريحات لليبرمان يؤكد فيها مرة أخرى أن أعضاء قافلة الحرية التي اتجهت إلي غزة على علاقة وطيدة بالمقاتلين الشيشان ! هذه الكذبة ، باللغة الروسية ، هي الأكثر ملائمة لتخويف الراي العام الروسي من غزة وقوافل الحرية . ما الذي يكذبه ليبرمان بالأسبانية ؟ أو الفرنسية ؟ أو الألمانية ؟ لا أدري ، لكن المؤكد انهم يجدون الأكاذيب المناسبة لكل وضع كالمهرج الذي يبدل نكاته حسب الجمهور ومكان العرض . ليبرمان هذا يهودي ولد في مدينة كيشينف عاصمة مولدوفا السوفيتية ، ثم اكتشف عام 1978 بعد عشرين عاما من ولادته أن إسرائيل هي وطنه ! وساعده على هذا الاكتشاف المفاجيء ظروف الفقر التي كانت تمر بها الجمهورية السوفيتية مع أحلامه بالثراء السريع والمسكن في الشركة الاستثمارية الإسرائيلية لاحتلال أراضي الغير ، ومن ثم شد الرحال إلي تل أبيب وأسس حزبا باسم " إسرائيل بيتنا " ! وكأن مولدوفا لم تكن بيته ! ويعد ليبرمان أحد أكثر السياسيين المتطرفين في إسرائيل ويعلن صراحة رفضه منح الفلسطينين اي شيء ، ورفضه الانسحاب من المستوطنات في الضفة ، ويتمسك بالقدس عاصمة موحدة لبيتهم ! وهو ذاته ليبرمان الذي طالب عام 1998 بقصف السد العالي في مصر ! ولكن لأن الأكاذيب لا تقوم أبدا على حقائق أو تاريخ نظيف ، فقد لاحقت ليبرمان توصيات الشرطة الإسرائيلية في صيف العام الماضي بمحاكمته بتهم غسل الأموال القذرة في قبرص والغش والتدليس وتلقي الرشوة من رجل الأعمال النمساوي مارتن شلاف ومن غيره . وبكل ذلك التاريخ ، وكل تلك الأكاذيب ، أصبح ليبرمان نموذجا للمهاجرين اليهود الذين تدفقوا من كافة البلدان إلي فلسطين وهم يكذبون بكل اللغات ويهتفون بقولهم : " إسرائيل بيتنا " ! . وبالرغم من طوفان الأكاذيب يظل يلح على الذهن السؤال : لكن ما الخطر الذي قد تمثله كمانجة على دولة إسرائيل ؟ . ***