تنظم جمعية بابل للثقافة والفن (إبداع بلا حدود) مابين19 و23 أكتوبر2010، الدورة الرابعة لمهرجان فاس الدولي للرقص التعبيري تحت شعار "مديح الجسد". وتحت صورة لراقصة تعبيرية نقرأ في ملصق المهرجان مقولة لبودلير "لكم يحلو لي، ياعزيزتي المتراخية، أن أرى فوق جسدك البهي مايشبه قماشة مترنحة تصقل الجسد"..وفي ورقة تقديمية: " ليس الجسد مجرد كتلة فيزيولوجية من لحم ودم . فهو معبأ بالعديد من الإشارات والرموز. ولذلك يستحق التبجيل. والباحثون في علم الجسد يدركون جيدا أنه كنز في حوزة الراقصين الموهوبين الذين يمتلكون فن إعادة خلق الجسد من عرض لآخر. من خلال الرقص يحبى الجسد بإمكانية البهر والأخذ بالأبصار والألباب ، بغية تمرير خطاب غير مألوف. وبفضل الرقص أيضا ينفلت الجسد من الخمول اليومي ، ويتحرر، ويشع، ويعبر، ويتقاسم مع المشاهد رغبة/ متعة الانكشاف والتملي ، وإحياء العلاقة بالذات وبالآخر، من دون أي تلصص مجاني. وبما أن الرقص فن نزيه فإنه يتجاوز طور الاجتذاب إلى مرحلة الإفادة. يلقننا أغلى الوصايا المرتبطة بالوجود والكينونة . يهدئ نفوسنا ويهذبها بالفرجة الجميلة ، ويشغلنا بأعذب التناسقات ، ويكشف لنا عن الصلات التي تجمع بين الجمال الجسماني والجمال الأخلاقي. مرة شاهد الشاعر اليوناني "هزيود" ربات الفن يرقصن عند الفجر فامتدحهن، في مطلع إحدى قصائده، بالكلمات التالية: "أقدامهن الناعمة تمضى بخطى منتظمة على حافة نافورة المياه البنفسجية." ضمن هذا السياق تندرج الدورة الرابعة من مهرجان فاس الدولي للرقص التعبيري، التي تدعونا لكي نتذوق، بعيوننا ومشاعرنا، أناقة ورشاقة هذه الظلال الآدمية الفاتنة ،القادمة من كل أرجاء العالم، كي تمتعنا وتداوي عذاباتنا وتمحو آلامنا، برقصاتها التي تروض الجسد وتشحذ الروح." ومن بين أهداف المهرجان، كما جاء في الورقة التعريفية، المساهمة في تنشيط المدينة فنيا و ثقافيا و سياحيا، وخلق حوار حضاري بين الفنانين المغاربة و الأجانب من أجل تبادل الخبرات، و مد جسور التواصل الإبداعي، والتقريب بين أشكال التعبير الكوريغرافي المغربية و الدولية من خلال تقديم عروض مشتركة، وتقديم باقة متنوعة من الفرجات الكوريغرافية المتنوعة لساكنة فاس و لزوارها من المغاربة والأجانب، واقتسام متعة العين مع كل عشاق الرقص باختلاف مشاربهم الثقافية و الفنية و انتما ء اتهم العرقية و الاجتماعية، والكشف عن قدرات الجسد الهائلة في التعبير بالحركة و الإشارة عما تعجز عنه باقي اللغات، والمساهمة عمليا، من خلال المحترفات، في تطوير الرقصات المغربية والرقي بها من طور الفطرة إلى مرتبة الضبط والتجدد.