القناص أمام شاشة حاسوبه،يتأمل بمكر شديد موضوعا لبعض كتاب منتداه ،يقرأه أكثر من عشر مرات ،وقد وضع أمامه ورقة يرص فيها الأخطاء ،عند بدء الحوار يبتسم بمكر و دهاء. مجرم رغم أنفه ماثلا أمام القبر و رجلاه مسمرتان في مكانهما، بعيدا عما يحيط به.. المعزون و المقرئ . كانت عيناه غائرتين في الكفن الذي انحدر رويدا ليدخل جوف الأرض، صورة واحدة كانت تراوده، قبضة يديه المتحكمتين بعنق أخيه حتى أصدر زفيره الأخير و عيناه جاحظتان..... نهاية سريعة ناداها باسمها،إرتجف قلبها و ازداد نبضها، لكنها تريثت قبل الرد، كانت تستمتع بكلماته المرقونة على الحاسوب و هي تكتب إسمها. كرر النداء بحرارة متزايدة، ابتسمت و ردت بكلمة واحدة اختزلت فيها كل كلمات العشق. سألها بشغف : متى أراك لم أعد أطيق صبرا. إرتعدت .. غابت الإبتسامة عن وجهها، ترددت هنيهة ثم أردفت: لا أستطيع... أنا م.. ت.. ز..و..ج.. ة. سكون مميت بموت الكلمات التي لم يعد يسمع صوت رقنها، انتظرت قليلا ثم نادته،فلم يجبها إلا موت الحروف عند بابه. إنضباط وقع محضر بداية دوامه .. ثم انصرف