مليكة مستظرف والموت الآخر!... الدورة الأولى والأخيرة لأمسية مليكة مستظرف للقصة النسائية!... ماتت مليكة مستظرف، هذا ناموس الحياة، وإن كنا جميعا نعرف الظروف التي ماتت فيها دون أن تأسف على شيء. ماتت مليكة، هذا شيء طبيعي، لكن أن يظهر من يحاول قتلها مرة اخرى وهي في العالم الآخر ، فذلك ما لايتقبله عقل بشر. في أول بادرة من نوعها، وامتدادا للتقليد السنوي الذي أسس له نادي القصة القصيرة بالمغرب فيما يخص "أمسية القصة النسائية" فقد تم تغيير الاسم الى: "أمسية مليكة مستظرف للقصة النسائية" ، تكريما لروح فقيدة القصة "المصعلكة / الثائرة.." المبدعة التي حولت الألم إلى إبداع حقيقي، هروبا من الموت الجسدي والرمزي على السواء. نظم نادي القصة القصيرة بالمغرب – كما هو معلوم- بتنسيق مع اتحاد كتاب المغرب ، هذه الأمسية- في دورتها الأولى- بنكهة احداث جائزة "مليكة مستظرف للقصة القصيرة" ، وطبع كتاب يجمع بين ضفتيه كل ماكتب عن الراحلة، وقد تطوع في هذا الشأن، الشاعر السعودي صالح الحربي وخصص مبلغا ماليا محترما لإنجاز هذا المشروع المهم مع تخصيص جائزة باسم الراحلة لناشئة القصة. السابع من أبريل، الساعة الخامسة مساء، المكان: مقر اتحاد كتاب المغرب، انطلق حفل الأمسية القصصية بحضور رئيس نادي القصة هشام حراك ، وممثل عن اتحاد كتاب المغرب : الناقد محمد اقضاض، وفعاليات ثقافية من مختلف المدن المغربية وممثلي الصحافة الوطنية المكتوبة والمرئية. وقد تم افتتاح اللقاء بكلمتين لكل من المكتبين المركزيين ، لتتم بعد ذلك قراءة القصة الفائزة ب:" جائزة مليكة مستظرف لناشئة القصة النسائية" في دورتها الاولى والتي عادت للقاصة الشابة هند ناسر من مدينة الجديدة عن قصتها القصيرة "جريمة شرف" ، التي تمحورت حول اغتصاب الفتيات القاصرات ، وقد سلمها الجائزة – نيابة عن الشاعر والتشكيلي المساهم بها صالح الحربي- الروائي: أحمد الكبيري ، كما سلمها الناقد عبدالرحيم العلام جائزة عينية نيابة عن رئيس اتحاد كتاب المغرب عبد الحميد العقار. كما تسلمت هند ياسر جائزة مالية أخرى – تشجيعا ومساهمة- من القاص المغربي صخر المهيف. اختتم الحفل بقراءات قصصية ل حليمة الاسماعيلي من مدينة جرادة، وخديجة ماودي من مدينة الدارالبيضاء ، بالاضافة إلى قراءة قام بها القاص المغربي أحمد الشطيبي نيابة عن ابنته القاصة الشابةسعيدة الشطيبي مع إهدائها للفائزة بهذه الدورة . قراءة القاصة حليمة الاسماعيلي كانت مؤثرة بحيث تخللتها دموع صادقة حتى كادت تحول دون اتمام قراءتها وكأن حال لسانها يقول : هناك مؤامرة ما ، تحاك في الظلام ، تستهدف نسف هذا المشروع من أساسه (الجائزة والكتاب) ، من طرف هواة نسف المبادرات الهادفة ليطلع علينا ، بعد هذه الأمسية، بأيام قليلة فقط ، بلاغ صحفي لرئيس نادي القصة القصيرة هشام حراك يقول فيه : "نزولا عند رغبة أسرة الفقيدة مليكة مستظرف التي عبرت عنها هاتفيا عن طريق أحد إخوتها قرر نادي القصة بالمغرب توقيف الأعمال الجارية لطباعة الكتاب الذي أعده بدعم من موقع دروب على الأنترنيت والذي كان قد منحه من العناوين :" مليكة مستظرف: الإبداع في مواجهة الألم" ، كما قرر النادي ، استجابة لنفس الرغبة ، الاكتفاء بالدورة الاولى من جائزة مليكة مستظرف لناشئة القصة النسائية. ونادي القصة بالمغرب، إذ يعبر عن تفهمه واحترامه لأسرة الغالية الراحلة، إذ يعبر عن شكره العميق لكل من ساهم من قريب أو بعيد لإنجاح كافة المبادرات التي كان قد اتخدها للتخليد لاسم الراحلة، ويخص بالذكر الأستاذ الشاعر والتشكيلي صالح الحربي الذي تكفل ماليا بجائزة مستظرف وبمبلغ طباعة الكتاب السالف ذكره ، والأستاذ كمال العيادي ، محرر القسم الأدبي بدروب ، والأستاذ عبد الحميد العقار رئيس اتحاد كتاب المغرب ، والقصاصات حليمة الاسماعيلي وخديجة ماودي وسعيدة الشطيبي . إلى ذلك قرر النادي الاتصال بالشاعر صالح الحربي لمناقشة حيثيات ماتبقى من مبلغ مساهمته الكريمة". انتهى كلام هشام حراك. السؤال العريض هنا : من له المصلحة في نسف هذا المشروع الكبير الذي تظافرت في إنجاحه عدة جهات وأشخاص .. كل همهم تخليد اسم مليكة مستظرف التي ظلت في حياتها القصيرة تحلم بكلية صغيرة بحجم الثمرة تسعفها لتعيش وتستمر في مذاعبة قلمها الثائر الغاضب من مجتمع منافق غشاش؟ إنه أقسى أنواع الموت الرمزي للكاتب الحر. لكن كتاباتها ستظل شاهدة على حياة قصيرة ، لكنها حياة خالدة طويلة إبداعيا . ألم تقل المرحومة : كتبت هربا من الموت؟