عرف بالإنضباط والإستقامة ...بالتضحية والحكمة....منح عدة أوسمة لشجاعته وتفانيه في الخدمة العسكرية ، في أوقات السلم و أثناء الحروب....وهو يقود فرقة من المدرعات ، تأمل المشهد أمامه....نيران مشتعلة ،دمار في كل مكان ...جثث حيوانات وأطفال متفحمة ...جرو صغير يزحف على بطنه ...فجأة جاءت أوامره صارمة ...دارت المدرعات نصف دورة وبدأت في التقدم وإطلاق النار...
الثاني :
تأمل حياته الحافلة بالأ حداث ...حقق نجاحات كبيرة وأثار غيرة الأصدقاء والأعداء ... حصل على كل شيء ......شهادة جامعية عليا ومنصبا رفيعا ....زوجة غنية وعشيقة فاتنة ...باع أصدقاءه وإشترى آخرين.....غير سياراته كما يغير الجوارب...وفي الأخير وعندما لم يجد شيئا يغريه...يشتريه أو يختلسه ، بدأ يبحث عن قاتل مأجور...
الثالث :
بدا له العالم أخرق ...أعرج...خائنا...كل الذين أحبهم ماتوا وسجنوا...المبادىء التي ناضل من أجلها أصبحت تثير الضحك والسخرية....لا يمكن أن يكون وحده على صواب والعالم على خطأ ...أليست الأغلبية دائما على حق ....أي طريق أسير...وفجأة بدت له سكة القطار...وهو يسير وسطها كان يردد في نفسه ...هذه سبيلي....إلى الخلاص...
الرابع :
تبا لهذا الزمن ...لهذا الوطن ...لهؤلاء الذين يأكلون مع الذئب مساء ويبكون مع الراعي في الصباح ...تبا لي أنا ...لازلت كما كنت ، لم أتغير ...هكذا قال في نفسه ....تذكر وعودا أصبحت سرابا ، أصدقاء غابوا إلى الأبد ...قرر أن يفعل شيئا ....أن يغير مصير العالم...وهو يخرج من بيته وضع علبة الكبريت في جيب قميصه...جهة القلب...
الخامس :
على الشاطىء المهجور كان يسير ...تمنى لو كان زورقا صغيرا تائها بين السماء والبحر ...طائرا معزولا في جزيرة بعيدة ...تمنى لو عانق هذا الموج الهاذرالذي يحس برذاذه ...هذه الطيور الطليقة التي يسمع حفيف أجنحتها ....تذكر المعري وإبن برد وطه حسين.. ..أحس بإرتياح كما لم يحس به من قبل ...لوح بعكازه بعيدا ...وقدماه تغوصان في الماء...كان عالما جديدا...يراه حقيقة...
السادس :
وقف على خشبة المسرح ....لأول مرة يؤدي دور البطولة ...كان خائفا ومرتبكا ...الاضواء مسلطة عليه ، تأمل الجمهور المتحمس ....تجلت له مصائر حزينة متقاطعة ومتداخلة ... آمال ضائعة مشتركة ومتناقضة ....أجهش بالبكاء كثيرا وضحك قليلا...وقرر أن يكون المشهد الأخير حقيقيا ...واقعيا.....إقترب من حبل المشنقة ولفه حول رقبته .... والجثة متدلية...كانت التصفيقات تهز القاعة...