في هَدْأةِ الأسْحارْ .... وَسْطَ الشَّتا القارِسْ أضاءَ وجْهُ النارْ.... ذاك الدُّجى العابِسْ ****** وكُنتُ في الظُّلْمهْ.... ذا حَيْرةٍ وحدي.... كَفِّي على خَدِّي والنَّجْمُ في الغيمهْ.... كفارسٍ جَلْدِ... قد لاحَ من نَجْدِ ثوبُ الدَّياجي قارْ.... طَرفي به ناعِسْ أوْ جَحْفَلٌ جَرَّارْ.... قد آبَ من (داحِسْ) ****** في اللَّيلِ والوحْدَهْ.... يبدو سنا الجَمرِ.... في النَّفسِ كالخمرِ كأنَّهُ بُرْدَهْ.... تَوْشيحُها زَهْري..... تُرَشُّ بالتبرِ يا حَومَةَ الأسْرارْ.... قلبي بهِ آنِسْ يا صَمتَ تلك الدَّارْ.... وَحدي هُنا جالِسْ ****** يا موقدَ اللَّهَبِ.... كفِّي عليكَ تَرِفّْ.... كالنَّسْرِ حين يَزُفّْ أغلى من الذَهَبِ.... ذكرى إليَّ تَخِفّْ.... والشَّوقُ ليس يَجُفّْ شواردُ الأفكارْ.... عقلي لها سائِسْ كماردٍ جَبَّارْ.... لكنَّهُ يائِسْ ****** رواقصُ النيرانْ.... يا موقدَ اللَّهبِ.... أُلقي بها حَطَبي تهيجُ كالثيرانْ.... دوني فتنشرُ بي.... حُزْناً بلا سَبَبِ يا شكلَها الدوّارْ.... لا تَسْحَرِ القابِسْ قلبي جحيماً صارْ..... من قَدّها المائِسْ ****** يا نارُ يا ناري.... قلبي بدا مَبْهورْ.... في كهفهِ المَسحورْ يا نارُ في داري.... أطفأتُ كُلَّ النورْ.... إذ عِشْتُ كالمخمورْ يا نفحة التذكارْ.... هَيَّجْتِ ليْ الهاجِسْ وقد رَسمتِ النارْ.... في حِسِّيَ السَّادسْ