كان يقاتل في فلسطين وعينه على مصر ودورها في عالمها العربي. وكان يدافع عن تحرر مصر وإجلاء المستعمر البريطاني عنها وخاطره في فلسطين. كان يدرك أن أصل الداء في مصر وفلسطين وأمة العرب واحد، وهو التحالف الاستعماري الذي استزرع إسرائيل في فلسطين لتفصل مشرق العرب عن مغربهم وتتربص بمصر، قلب المشرق والمغرب. كان يدرك أن أصل الداء واحد وكان يدرك أن الدواء واحد أيضاً: وحدة النضال العربي في مصر وفلسطين ومشرق العرب ومغربهم. هذا ما كتبه الكاتب والمفكر عبد الله الحوراني في مقدمة كتابه الجديد "فلسطين في حياة جمال عبد الناصر" الصادر عن المركز القومي للدراسات والتوثيق بغزة عام 2009 . ويأتي هذا الكتاب مع حلول الذكرى التاسعة والثلاثين لوفاة القائد الخالد جمال عبد الناصر, (28/9/1970 ) الذي رحل عن دنيانا مبكرا دون أن تنجز الكثير من القضايا والملفات العربية التي كان يسعى إلى إنجازها وأهمها وحدة الأمة العربية, تمهيدا لتحرير فلسطين, التي بدأ بها أول معاركه في الفالوجا، وأنهى حياته بمعركة سياسية يدافع فيها عن دماء الفلسطينيين ووحدة الجبهة العربية حول فلسطين. إن هذا الكتاب ليس إضافة كمية لما كتب عن القائد التاريخي, بل إضافة متميزة, لا ننكر أنه كتب عن عبد الناصر العديد من الدراسات حول علاقته بفلسطين وحصاره فيها, الا أنها لم تكن بالعمق والشمولية التي تميز بهما هذا الكتاب. وقد عرض الكتاب متنه تحت عناوين شملت الموضوع وعبرت عنه كالتالي: رؤية عبد الناصر للصراع العربي الصهيوني وقضية فلسطين, الجلاء وتحرير الإرادة المصرية والمواجهة مع إسرائيل, الأحوال في قطاع غزة ودورها في الأحداث, العمليات الفدائية (حرب الفدائيين) 1955 1956 ونتائجها, ثورة عبد الناصر ومحاولات التسوية الفلسطينية, عبد الناصر وقضية اللاجئين ورعاية الفلسطينيين, التحالف الاستعماري الإسرائيلي والاتجاه لإسقاط عبد الناصر (العدوان الثلاثي 1956 ), عبد الناصر والمقاومة وإحياء الكيان الفلسطيني, إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية, عبد الناصر وفلسطين بعد نكسة حزيران. ومن الجدير ذكره, انه صدر للكاتب: كتاب ثورة أكتوبر والقضية الفلسطينية (1981 ), والتطبيع الثقافي وأثره في الصراع العربي الصهيوني (1999 ), والتحالف الغربي الصهيوني والأمة العربية (2000 ), واللاجئون قضية وموقف (2001 ). وله تحت الطبع مجموعة أخرى من المؤلفات.