أرضي وعرضي ..... ونهري وضيعتي ..... والبستان جنتي ..... والوادي المجلجل قسمتي ..... والجبل المترافع قبلتي ..... وأهل الحارة عشيرتي ..... والكتاّب والقداس أهلي ..... والسهول المترامية خضرتي ..... والدوار المطرز بالرياحين ركني ..... وما بين النهر والبحر هو وطني ..... وطني الذي سلب ..... جاءته جنية من لهب ..... مسعورة كحمالة حطب ..... مجنونة بغبن من شطب ..... شطب الأعراف كلها لمن غضب ..... شطب القرارات كلها لمن عتب .... يرى ويسمع وكأنه جذب ..... مهزلة تاجر البندقية تعيد اللقب ..... في وضح النهار يزداد النهب ..... سلب من سلب ..... وتعب من تعب ..... وهب من غلب ..... وتأوه الرضيع وسط الخطب ..... وزال الحاجز رزمة من حطب ..... وتنادى أطفال الحجارة للطلب ..... غضب من غضب ..... وذل من شحب ..... ومات من لعب ..... وثار من حجب ..... وزال من غلب ..... وتدمر من نضب ..... نجم كأنه من شهب ..... ظل الطريق غافل بالخطب ..... يروي الحديث وسط الصخب ..... ينحت التاريخ غضبا لمن طلب ..... يرسم الألواح لوجوه من خشب ..... يبدل الأشياء هلع تارة وطرب ..... يسمع ويلهث وشجب من شجب ..... يحمل المأساة محفورة بالكتب ..... ستون عاما مضت لكبرى الخطب ..... النكبة لم تمت ولم تشب..... بل هي بالقلوب صرخة غضب ..... هي ناقوس يدوي في كل مطب ..... هي الأنا والنفس والروح والحسب ..... هي أنت وأنا ونحن وكل من أحب..... هي الفتيل المتبقي لزوال السبب ..... لا لن نرضى بحاويات المكب ..... لن نرضى بروايات الكتب ..... لن نرضى بفتات النسب ..... لن نجادل في أسطورة الهيكل كما وجب ..... لن نساوم في نبش الحفر ..... لن نغلب رغم لقاءات السمر ..... لن نفسخ التاريخ بعصابة الزمر ..... هي من يتراءى لها أننا شرر ..... من يقول ذاك الطريح بتر ..... من يدعم الموقف ذل أم جبر ..... بل هي ترهات لا تنفع ولا تضر ..... هي السنين تآكلت يجادل هل لي شيء من الزهر ..... أطالب بداري التي عنها تمر ..... بشيء من حقي داس وغمر ..... بأمتار من حقلي رغم القهر ..... بفتات الحياة رغيف لم يستقر ..... بهدية "الأوناورا" سلة من جمر ..... لا لتلك الهبات طال العمر أم قصر ..... فالمصاب أكبر من الضجر ..... واليأس مساره في خطر ..... وحقا يأبى النسيان على كل من أرتد وكفر ..... فسيعود الحق يوما للعجوز قبل بزوغ الفجر .....