[مدينة نكور ومحرس المزمة] " ومدينة نكور بين رواب منها جبل يقابل المدينة يعرف بالمصلى وبها جامع على أعمدة من خشب العرعر وهو والأرز أكثر خشبها، ولها أربعة أبواب في القبلة باب تمسامان وبين القبلة والجوف باب بني ورياغل وفي الغرب باب المصلى وفي الجوف باب اليهود. وسورها من اللبن وبها حمامات كثيرة وأسواق عامرة مفيدة. وهي بين نهرين أحدهما نكور ومخرجه من بلاد كزناية من جبل بني كوين والثاني نهر غيس منبعه من بلد بني ورياغل. ومسافة مجرى كل نهر منها إلى مصبه في البحر مسيرة يوم وبعض ثان، وعلى نهريه الأرحاء. ويجتمع نهر نكور وغيس بموضع يقال له أكدال ثم يتشعب هناك جداول وفي طرف هذا الموضع رباط نكور. وعلى نهر غيس بنى سعيد بن صالح مسجدا على صفة الإسكندرية بمحارسه وجميع منافعه وعدوة غيس هذه يقال لها تاكراكرى وهي منيعة وفيها يتناجع كراع آل صالح. وبين مدينة نكور وبين البحر خمسة أميال وهو بجوفها وهي كثيرة البساتين والفواكه لاسيما الكمثرى والرمان. (بقلم الجغرافي الأندلسي أبو عبيد الله البكري، نقلا من كتاب مفقود في أخبار نكور صنفه محمد بن يوسف الوراق التاريخي، خلال الستينات من القرن الرابع الهجري الموافق للقرن العاشر الميلادي). [مدينة المزمة] " وكانت المزمة مدينة كبيرة واقعة فوق جبل صغير على ساحل البحر المتوسط بالقرب من حدود إقليم كرط. يقع في أسفلها سهل كبير عرضه نحو عشرة أميال وطوله ثمانية وعشرون ميلا من الشمال إلى الجنوب، ويمر نهر نكور في وسطه فاصلا بين الريف وكرط...وكانت هذه المدينة قديما في غاية الحضارة كثيرة السكان دار مقام لأمير هذا الإقليم لكنها دمرت ثلاث مرات. خربها أول مرة خليفة القيروان الذي غضب على أمير المزمة حين امتنع عن أداء الخراج المعتاد فسقطت المزمة في يده ونهبها وأحرقها وقطع رأس أميرها وأرسله إلى القيروان على رأس رمح عام 318 للهجرة. وظلت المدينة مهجورة خمسة عشر عاما قبل أن يقوم بعض الأمراء بإعادة تعميرها...والمزمة الآن خربة لكن أسوارها قائمة سالمة ويرجع تاريخ تدميرها الأخير إلى عام 872 للهجرة" ( بقلم الحسن بن محمد الوزان المعروف بليون الإفريقي، من أهل القرن العاشر الهجري الموافق للقرن السادس عشر الميلادي) [مدينة المزمة وبادس وساحلاهما] " ومن حصن كركال إلى مدينة بادس مقدار نصف يوم وبادس مدينة متحضرة فيها أسواق وصناعات وغمارة يلجأون إليها في حوائجهم وهي آخر بلاد غمارة....ومن مدينة بادس إلى مرسى بوزكور عشرون ميلا وكانت مدينة فيما سلف لكنها خربت ولم يبق لها رسم وتسمى في كتب التاريخ نكور وبين بوزكور ومدينة بادس جبل متصل بعرف الأجراف ليس فيه مرسى. ومن بوزكور إلى المزمة عشرون ميلا وكانت به قرية عامرة ومرسى توسق المراكب منه ومن المزمة إلى واد بقربها ومنه إلى طرف تغلال إثنا عشر ميلا وهذا الطرف يدخل في البحر كثيرا ومنه إلى مرسى كرط عشرون ميلا" [بقلم الجغرافي السبتي الشريف الإدريسي، من أهل القرن السادس الهجري الموافق للقرن الثاني عشر الميلادي) [تجديد الموحدين لتحصينات بادس والمزمة] " دولة أمير المؤمنين محمد الناصر بن يعقوب المنصور الموحدي...وفي سنة إحدى وستمائة بنى عامل الناصر على الريف سور مدينة بادس وسور المزمة وسور مليلية حياطة على ذلك من مفاجأة العدو...وفي سنة إثنين وستمائة بنى السور على المزمة وبنيت قصبة بادس" [بقلم علي بن أبي زرع، من أهل القرن الثامن الهجري الموافق للقرن الرابع عشر الميلادي]