وصل الأحبة إذ أحبّّ رياحَهم ليلُ الحنين إلى لقاء المشفق وجنى عليّ بهجرهم متطفل في النفس يخطر خِطرة المتحذلق يا رب لا تجعل رياحي ميتة ومذمّة أبدو بها كالأخرق قد طالما لبست ذنوبي مهجتي ولطالما لعبت بعقل مقلق أسديتها عشرين عاما تائها ومنحتها أخرى بكل ترفّق لكنها طفقت تدوس سجيّة أرنو بها صوب الطريق المشرق فغدوت كالأجل السقيم تعيره نفس اللئيم إلى زمان ممحق يا عالم السر الدفين أحبني ومر الحبيب يحبني كي أرتقي والله ما أشتاق بعدك غيره شوقي إليه يفوق كل تشوّق إني، وحبك لا أحب بمثله أحدا، أخاف من الفراق الموبق وأخاف إن أغضبت ربي مرة ألا أرى حِبِّي وألا نلتقي