في عصر الانترنيت وعصر التكنولوجيا المتقدمة صرنا نخال العالم – الكون – قرية صغيرة ،ففي الزمن غير البعيد كان خبر حدوث مجزرة في قرية ما يصل إلى باقي القرى في نفس الوطن بعد عدة أسابيع ، واليوم خبر تصادم قطارين في فرنسا يصلنا بعد عدة دقائق. الشعوب في الكرة الأرضية تتنفس الأكسجين وتأكل البطاطا والتفاح وتتغطى في البرد وتشرب الماء والكولا وفي جميعها أناس يفعلون الخير وأناس مفسدون ،ورابط الإنسانية ومصلحة الإنسان يوحد بين الأفراد من جميع الشعوب ، وفي كتابنا المبين يقول تعالى جل جلاله بانه خلقنا قبائل وشعوبا لنتعارف وان اكرمنا عنده هو أتقانا ،والمعنى اللغوي للتقوى هو كف الأذى والشر عن الذات وعن الآخرين. مرت الكرة الارضية بحروب قاسية منذ نشوء التجمعات البشرية والدول فيما بعد وفي القرن الأخير كانت ولا تزال الحرب الباردة بين المعسكر الرأسمالي والمعسكر الإشتراكي وبين عدة شعوب اشتعلت حروب تحرق الأخضر واليابس كالحرب بين شعبنا واسرائيل،وصار من الصعب التقارب بين الشعوب المتخاصمة. إيماننا بانتصار الحق على الباطل وانتصار الخير على الشر يجعلنا نؤمن بضرورة التقارب بين الشعوب ويجعلنا نعمل لأجل هذه الغاية. معتمدين بذلك على قناعتنا بان بلاد الله واسعة وان الارض تسع الجميع وان اهل الديانات يعبدون إلها واحدا وأن مصلحة الانسان وفائدته توحد الجميع ،ولنكن خير أمة أخرجت للناس نأمر بالمعروف وننهى عن الباطل.