جلست فى شرفة المنزل اْراقب جداول الماء واستمع لزقزقات الطيور واْرقب نسمات الهواء وهى تسرى فى اْطراف الشجر فترسل من الورق حفيفا ...كنت قد اْنهيت قراءة رواية جين اير للاْديبة الانجليزية شارلوت برونتى ...ثم قمت بعد ذلك بالاستماع لاحدى الاسطوانات الموسيقية لفريدريك شوبان موسيقارى المفضّل...فاْخذتنى موسيقى شوبان الى عالم وردى ساحر ملؤه الروعة والجمال ...فاذا بى استحضر لوحة الربيع للفنان الفرنسى بيير اْوجست كوت والتى تعد اْيقونة حب جميلة ترمز الى نكهة الحقبة الرومانسية ...فانسابت من مقلتى قطرات من دمع جموح شرود...وفى هذه اللحظة تهادى بشرفتى وتجلّى اْمامى ملاك رقيق بجناحين نظر الى قائلا: ما الذى بيكيك يا اْميرتى فقلت له : يبكينى هذا الخضم المتلاطم من البشر الذى هجر القيم والاْخلاق وباع المبادىء والضمير...فقال لى الملاك : لا تحزنى يا اْميرتى ساّخذك معى الى اْرض الاْحلام حيث الحب والسلام حلم الانسانية جمعاء فلا مكان لك اْيتها الاْميرة فى هذا العالم المادى...ومسح بيديه على دموعى ثم رمقنى بنظرة حانية ملؤها الحب والاْمان ابتسمت اليه واْنا شاخصة ببصرى نحوه فاْحاطنى بجناحيه فاذا بذراعى يتحوّلان الى جناحين...ورحلت اْنا واْمير اْحلامى الى اْرض الحب والسلام حيث لا مكان هناك الا لاْفئدة الطيور وقلب الانسان