منذ زمن بعيد والباحث محمد الفهري يبحث في ثنايا التراث لاستكمال المباحث الإيقاعية، مما جعله يقف على مخطوطات ناذرة في مجال العروض، وقد صدر له في الآونة الأخيرة تحقيق يحمل عنوان "زهرة الظرف وزهرة الطرف في بسط الجمل من العروض المهمل" لأبي بكر محمد القللوسي عن مكتبة سلمى الثقافية ومطبعة أنفوبرانت. وقد توزع الكتاب إلى قسمين رئيسين: قسم ينبني على مقدمة ودراسة، وقسم يشمل تحقيق المتن. وكتاب القللوسي يعد لبنة رئيسة في بناء عروض الدوبيت، لهذا ما فتئ مؤلفه يبحث عن أصوله، وتفعيلاته، وزحافاته، وعلله، وأعاريضه، وضروبه.. حيث حاول صاحبه أن يسير على نهج الخليل في التأليف، فاخترع أغلب الأعاريض والأضرب. واستعان الباحث بمنهج علمي دقيق في تحقيق المتن بحيث سلك طريقا مخصوصا في ضبط النصوص، وذلك بإرجاعها إلى أصولها، واعتماد مبدأ المقارنة بين الشواهد المبثوثة في الأصول والشواهد الموظفة في المخطوط مع ملء الفراغات. هذا وقد سبق أن اشتغل الباحث على العروض في رسالته لنيل الدكتوراه حيث قام بتحقيق كتاب ابن زاكور الفاسي في العروض المسمى "النفحات الأرجية والنسمات البنفسجية لنشر ما راق من مقاصد الخزرجية"، واشتغل في مناسابات كثيرة على هذا المبحث دراسة وتحقيقا..