احتضنت مؤسسة الثانوية التأهيلية مولاي إسماعيل بالدار البيضاء فعاليات حفل تكريم الفنان التشكيلي عبد السلام أزدام، الذي قدم عطاء كبيرا للساحة الفنية المغربية، وراكم تجربة غنية تعتبر أحد التجارب الرائدة عربيا في مجال النحت والتشكيل، الحفل كان من تنسيق الفاعلة الجمعوية فاطمة لحسيني، وتقديم الناقد الجمالي عز الدين بوركة. حيت قدم الفنان عبد السلام ازدام نبده عن مشواره الفني وأشرك التلاميذ الذين غصوا إلى قاعة العروض بعض النقط العريضة التي يشتغل عليها في مشروعه الجمالي، قبل أن ينتقل إلى تأطير ورشة فنية لفائدة التلاميذ، التي افتتحها مدير المؤسسة بكلمة أجمل فيها المشوار الفني الطويل لعبد السلام أزدام، خاصة أنه كان أحد أطر الثانوية السابقين الذين لمع صيتهم عربيا ودوليا. فهذا الفنان الذي سبق له العرض في أكثر من عاصمة أروبية، وتحتفظ عدد من المؤسسات الفنية بقطع من أعماله، كان محط إجماع نقدي مغربي، وسبق أن كرم في أكثر من مناسبة، حول منجزه يقول الناقد المغربي أنسي الرافعي : عبد السلام أزدام حالة إنسانية وإبداعية متفردة في المشهد التشكيلي المغربي، قوامها «أسطورة شخصية» تنهض على جدليتي الظهور والاختفاء على نحو إشكالي ومثير لتساؤلات مربكة. إذ إنّ المرجعية الفلسفية للفنان عبد السلام أزدام ترخي بظلالها الوارفة على سمت شخوصه ومخلوقاته «الأفلاطونية»، التي تربأ بنفسها عن كل ما هو حيواني وشهواني من رغبات إيروسية أو نرجسية أو جماعية كامنة في «اللاشعور البصري» كما ينعته «ريجيس دوبريه»، لتقدم نفسها للعين الرائية ذاتا «ديكارتية» منشغلة بهم الكون والوجود، ومنساقة صوب بحث محموم عن «الحقيقة» أما الناقد عبد الواحد مفتاح فيضيف:لوحة عبد السلام أزدام، هي امتداد لما يعتمل داخله، يحضر الضوء خلالها كعنصر ممزق بين أسئلة الذات/الوجود/الحياة/الموت، وكعتبة منظاريه للكائن والتاريخ معا. فالضوء هنا هو ذلك الذي ما دل قليله على كثيره، وما دل ظاهره على باطنه، في التمَاع إشراقي باهر، يَنكتبُ في اللوحة بعناصر غير كلامية، هو نعت مختصر للمعنى، وإعلاء من تحيته للعمق الداخلي المنضوي فيها. حتى الضوء عينه - كتيمة مركزية في عمل هذا الفنان – هو نفسه في منحوتاته، في اشتغال على تَخاطُبات إشراقية ووجودية تجد في المسائلة الجمالية ذاتها.