نظم اتحاد كتاب المغرب (فرع الرباط ) بالمسرح الوطني محمد الخامس معرضا للفنون التشكيلية للفنانين نعيمة العكريمي وعبد السلام ازدام . وعرف المعرض ،الذي افتتح أمس الخميس،تقديم قراءات شعرية لعبد العاطي جميل مع عزف على العود وأغان لكل من الفنانين محمد الأشرقي ورشيد الشناني. واختار الفنان عبد السلام ازدام عنوانا لمعرضه "التفاحة المحرمة"،الذي قال إنه محاولة منه "للرجوع إلى الماضي الثقافي الإنساني المشترك والمختلف في ذات الآن،في إطار ملاحقة البحث عن الحقيقة،كتيمة فلسفية". وعن اشتغاله على التفاحة قال الفنان في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إنها تعود لعدة اعتبارات،أهمها أنها أول شجرة سميت في الثرات الثقافي الإنساني بالمحرمة،وثانيها أنها تحيل على الجنس والخصوبة ومرتبطة بوجود الإنسان وبأول علاقة بين الكائنات،كما أن الشجرة تعتبر رمز المعرفة والفلسفة،والتفاحة تحيل على الكرة الأرضية. وأوضح الفنان أن هناك بعض الثقافات،كالأسطورة اليونانية،مثلا،أو ثقافة بعض المناطق في فرنسا التي يتم التعامل فيها مع هذه الشجرة بشكل مقدس. فالتفاحة في الأسطورة اليونانية،يهديها زيوس لإحدى الإلاهات ليتكاثر النسل بعد ذلك،وفي منطقة البروتون الفرنسية يعتبرون شجرة التفاح مقدسة ويتركونها تنمو بسلام في المقابر،باعتبارها ترمز إلى الحياة وترفض الموت. وعن تنظيم معرض جماعي على إيقاعات موسيقية وقراءات شعرية ،قال إن فكرة المزج بين مختلف الأشكال التعبيرية،"جيدة" ،مقترحا في الآن ذاته الانفتاح على باقي الأجناس التعبيرية،كالقصة القصيرة جدا. وعن سؤال حول أهمية استحضار أشكال تعبيرية متعددة في نشاط ثقافي واحد،اعتبر الشاعر عبد العاطي جميل أن التوليف بين مختلف الأشكال التعبيرية الفنية والجمالية،من تشكيل وموسيقى وشعر،يقدم قيمة مضافة إلى التعبير الجمالي عن القضايا المعيشة. وأضاف خلال هذا النشاط الذي زاوج بين عرض اللوحات والمنحوتات والشعر والموسيقى أن هذه الأشكال تتفاعل فيما بينها لتقدم صورا أرقى بغية السمو بالإنسان نحو عالم جميل ما زال مفتقدا للغة خاصة،تعتمد أساسا على التصوير الشعري وعلى الإيحاء والرمزية. وقال إن المعادلة تكون صعبة عندما يتعلق الأمر بالجمع بين لغتين مختلفتين،"لغة الواقع المعيش ولغة المخيال الشعري الجمالي،لغة الكائن ولغة الممكن،لغة المعيش ولغة المحلوم به". أما الفنان رشيد الشناني،الذي عزف رفقة عازف الإيقاع بلال رقيق،فقد اعتبر أن تشبثه بالإبداع وبالنوع الموسيقي،هو محاولة لرسم مشاعره وتطلعاته في الوجود،أي أن الأمر لا يكاد يبتعد عن اللوحة،معتبرا،من حيث هو مغني وموسيقي،أن اللوحة التي رسمها خلال هذا الافتتاح،استعمل فيها،بدل اللون والفرشاة،الكلمة والنوتة الموسيقية. وتعتمد أغاني رشيد الشناني على قصائد محمود درويش ،الذي قال إنه "التصق به حبا وقدرا،ليس بالشاعر فقط،بل بمصيره أيضا" ،مضيفا "ضائقة درويش من ضائقتي،وأسئلته،بدءا من الاجتماعية في سياقها اليومي مرورا بالسياسة وتطورها في الفعل والتفكير الحديثين وصولا إلى أسئلته الوجودية حول الطفولة والله والأبد،بحثا عن خلاص الروح ونشدان الخلود". واستطرد أنه يكتب بدوره كلمات بعض أغانيه،وأنه بقدر ما يغني لمحمود درويش،فإنه يغني لآخرين،أمثال أدونيس وأحمد المجاطي وغيرهم ممن يشاركونني نفس الرؤية ونفس الحلم والتصور. للإشارة،يستمر معرض الفنون التشكيلية للفنانين نعيمة العكريمي وعبد السلام ازدام،المقام ببهو المسرح الوطني محمد الخامس إلى غاية ثالث أكتوبر القادم. يشار إلى أن فرع اتحاد كتاب المغرب بالرباط سينظم يوم 30 شتنبر الجاري حفلا تكريميا للكاتب والقاص المغربي ادريس الخوري بمشاركة الناقد بشير القمري والفنان التشكيلي والفوتوغرافي بنيونس عميروش،مع مساهمة الفرقة الغنائية "احباب الغيوان" والفنان الموسيقي رشيد برومي. ويتناول المشاركون في حفل تكريم ادريس الخوري قضايا تتعلق بإبداعه وشهادات حول مسيرته الأدبية وكذا تمثله للفنون التشكيلية من خلال كتاباته.