أطل رجل الأعمال ورئيس مؤسسة الفنون الحية بالدار البيضاء والناشط الجمعوي المعروف نور الدين عيوش (74 سنة) ، أب المخرجين نبيل وهشام عيوش ، على متتبعي حفل افتتاح الدورة الخامسة عشرة لمهرجان الفيلم القصير المتوسطي ، مساء الإثنين 2 أكتوبر الجاري بقاعة سينما روكسي بطنجة ، بباكورة أفلامه السينمائية كمخرج . وفي كلمة تقديمية لفيلمه القصير " يطو " (25 دقيقة) أشار نور الدين إلى أن الشباب لا يقاس بسنوات العمر وأنه سيظل شابا رغم تجاوزه السبعين (هو من مواليد فاس سنة 1943) . وبما أن أبناءه نبيل وهشام سبقاه إلى ممارسة الإخراج السينمائي فإنه سيحاول اتباعهم ، لأن أحلامه كثيرة وقد يتحقق بعضها مستقبلا . ولم تفته بالمناسبة الإشارة إلى كونه مارس الإخراج المسرحي منذ سنوات حيث أخرج سنة 2011 مسرحية " كان حتى كان ... موليير " بمشاركة ممثلين مغاربة متميزين كعادل أبا تراب ومريم الزعيمي وعبد الصمد مفتاح الخير وجميلة الهوني وحسناء الطمطاوي ومحمد أوراغ ...
اختيارات فيلموغرافية مغربية موفقة :
فيلم " يطو " ، الذي اختتم بعرضه حفل افتتاح الدورة 15 لمهرجان الفيلم القصير المتوسطي ، كتب له السيناريو المبدع الشاب هشام العسري وشخص أدواره الرئيسية كل من لينا لمارا وإسماعيل أبو القناطر ونادية نيازي ومارك سامويل وصونيا عكاشة وحسن بديدة وزكريا عاطفي. الفيلم مقنع تقنيا وتشخيصا ، ولم يكن اعتباطيا اختياره كفيلم افتتاح من طرف إدارة المهرجان . تدور أحداثه حول شخصية يطو (من تشخيص الفرنسية لينا لمارا) العائدة من الديار الأمريكية ، حيث تابعت دراستها الجامعية ، للبحث في ظروف مقتل والدتها (من تشخيص نادية نيازي) ومواجهة زوج أمها الحاج بريطل (من تشخيص إسماعيل أبو القناطر) ، الرجل القوي النفوذ ، الذي تتهمه بقتلها . بالإضافة إلى فيلم الإفتتاح " يطو " (2017) ، تم صباح الثلاثاء بقاعة روكسي عرض خمسة أفلام مغربية قصيرة أخرى ، في إطار فقرة " بانوراما " ، هي على التوالي : " كرافاط كحلا ، قميجة بيضا " (5 د) لياسين فنان و" أندرويد " (8 د) لهشام العسري و" دم المداد " (19 د) لليلى التريكي و" قرب فراشك " (16 د) لعبد السلام الكلاعي و" رقصة الجنين " (27 د) لمحمد مفتكر . وهذه الأفلام الخمسة ، التي شاهدها جمهور قليل لا يتجاوز عدد أفراده الثلاثين ، أنتجت بين سنتي 2004 و2010 وهي تعكس تجارب سينمائية شابة مختلفة ومتميزة يتراوح أسلوب كتابتها بين التجريب والصيغة الكلاسيكية . إلا أن مخرجيها برهنوا عموما على تمكن ملحوظ من أدوات التعبير السينمائي ، وخصوصا محمد مفتكر الذي أمتع الحاضرين بصور وأصوات لا يمكن نسيانها . وعلى ذكر مفتكر فهو الوحيد من مخرجي هذه الأفلام الذي حضر عرضها وإلى جانبه الممثل والفنان الموسيقي الرقيق يونس ميكري (أحد أبطال فيلم " دم المداد) بالإضافة إلى بعض النقاد والفنانين وموظفي المركز السينمائي المغربي وغيرهم .