كل شيء يموت.. وتزهو المدافن بالشدو والزنبقات ويجثم عبر السهوب الظميئة والمدن أَلجوع والخوفْ ثمة السنبلات وقد نضجتْ ثمة الجدر الشامخاتْ ثمة الأمن.. لكنْ أيكفي رغيف الطعام المعلب بالشجن الأبديّ وكأس المدام المحاصر بالغيد والخصر والقبلات وسجع الكلام المعفر بالطين والحجر الأزرق لانبعاث السلام! ***** كل شيء يموت.. وتبقى التواريخ شاهدةً فالعصافير لن تهجر الشجر الأخضر والصباح يظل حزينا. مثل قس يجس يد امرأة ماردهْ من يعيد لزيتوننا الفرحة ويؤثث بالنور ليل المدينة يمسح بالشيح يتم المروج يبارك زغردة النسوة النازحات إلى القلعة الآمنهْ ***** كل شيء يموت.. ويكبر طقس النهاية في قسمات الصغار وتصغر خارطة الأمل.. في سؤال الكبار يسقط النبض من أذرع الشجر الناعس تسحب الريح أذيالها من وراء البحار لتنشرها في المرافئ والمدن المشرعهْ للأصيل المعارْ يدفق الماء من ثدي أرض تلقن ذا الجذر أن يرفع الرأس شطر العلا أن يبوح رويدا رويدا بسر الحصار ***** كل شيء يموت.. وتلتئم النار بالماء، لا شيء يخمد شيئا.. تكون الخصوبة، تمتد فينا بنسغ بهي يبل الخلايا الظماء تكون الولادة من رحم البعث تنثرنا عبر أفياء صحو مباغتْ ينسل الجدث المتوغل في الغيب من غفوه العظام التي قد أرمَّت تهيئنا للقاءْ والجنان الذي نازعته قوى الشر ها يلج الطين، يزرعه رغبة في البكاءْ تحضر الكلمات الأخيرة يمتزج البوح بالجرح في بذرة واحدهْ تنتشي بالرطوبة والماء تخرج زهرتها المشتهاه يتهادى إليها اليقينْ أو ترابطها بومة الشؤم؛ تحزبها بالمواءْ ***** كل شيء يموت.. أيا واثقا بالظنون.. أيا ماسكا بالتمائم في سغب هل تفردت بالكشف؛ إن الرؤى تخطيء الزعم حتى ولو حدسته المتونْ أو تداول في الكتب هل تهادى إليك عزاء القوارب تنفر من روحها، تهجر الزمن العاثر نحو أرصفة الفقد والشغب حيث يينع طين الجنوب ويذبل غصن الحنينْ كالسنابل ينتابها الصيف في عجب ***** كل شيء يموت.. تربص، أيا ضارما صفحات الحياه إن صمتا يسيج خفقك يشبه صمت القبورْ هل تصيخ لترتيلة النمل بين الحفرْ وأنين العنادل، إنْ ترتفع في السماء تسبح إنْ تنزل الأرض تسجدُ؛ تخشى القدير تربص، ولا تنس شهقة هذا الحجرْ في بهيم الليالي وتحت ضياء القمرْ