تحت شعار " السينما لتجديد الوعي الفني " ، تحتضن مدينة الرشيدية ، من 26 إلى 30 أبريل الجاري ، الدورة التاسعة لمهرجانها السينمائي . يتضمن البرنامج العام لهذه الدورة الجديدة المخصصة لتكريم المخرج المغربي الكبير مصطفى الدرقاوي عروضا لنماذج من أفلامه وورشات تكوينية ومسابقة للأفلام المغربية الروائية القصيرة ولقاءات مع ضيوف المهرجان (فنانين ونقاد ...) وتوقيع إصدارات سينمائية جديدة ومعرضا للكتب السينمائية وغيرها وندوة علمية حول " الثوابت الإبداعية وإبدالاتها في تجربة مصطفى الدرقاوي السينمائية ... فيما يلي الأرضية الفكرية لهذه الندوة وهي من إعداد الدكتور حميد اتباتو : " تشكلت تجربة المخرج المغربي ضمن مسار موسوم بقلق التجريب و الاقتراح الفكري و الجمالي، فجعلت من هم الإبداع اختيارا لها في البداية ،ومن محنة الأحياء السفلى انشغالا لاحقا بلور المخرج مواقف و رؤى بصددهما عبر اشتغال أثار الكثير من الجدل في صيغته الأولى التي اعتبرت نخبوية ،و في شكله الثاني الذي قيم بحيف كبير في كتابات عدة ،لكن الأهم أن مصطفى الدرقاوي خط في مرحلتي تجربته ما يكشف عمق تصور إخراجي ممهور بتوقيع مختلف يسمح بقراءات متعددة . راكم المخرج مصطفى الدرقاوي أعمالا طبعت عقودا من تاريخ السينما المغربية منها "أحداث بدون دلالة"، و"عنوان مؤقت"، و"أيام شهرزاد الجميلة" ، و"قصة أولى" ، و"أنا في الماضي"، و"غراميات الحاج المختار الصولدي"، و"الدارالبيضاء باي نايت"، و"الدارالبيضاء داي لايت" إلخ ،وقد أكرهه المرض على عدم إنجاز فيلمه "احميدة الجايح". تتميز سينما مصطفى الدرقاوي بنزوعها نحو الاختيارات المختلفة ، وهو ما أهل مجموعة من عناوينها لتتحقق بصيغة إبداع مضاد و صادم لليقينيات .إنها سينما مربكة للتلقي الكسول ، سينما تستدعي النباهة و اليقظة التامة ليرافقا كل زمن الفيلم، كما تستدعي المتلقي الذي يقبل بأن يفد عليها بمرجعيات واضحة، و استعداد يقبل بصدم ما عودته عليه أنماط الإبداع السائدة. نميز عادة في مسار المخرج مصطفى الدرقاوي بين مرحلة التجريب النخبوي ، وبين مرحلة الانفتاح على الجمهور الواسع التي دشنها بفيلم " غراميات الحاج المختار الصولدي"، وقد تعرضت أعمال كلا المرحلتين لقراءات متعسفة ، أبعدت عمق أصالة الاقتراح الإبداعي للمخرج، وعوضت كشف تجلياته بأحكام تريح نقائص من يكتب في المنطلق و المنتهى. بنى مصطفى الدرقاوي تجربة سينمائية تقلق السائد و العادي ، لكنها لم تنصف كما كان يفترض ، رغم انتباه رواد الأندية السينمائية و فاعلين حقيقيين لها بالمتابعة، و المشاهدة ، و بالتكريم في مناسبات غير كثيرة كما كان الأمر في ورزازات و مارتيل وطنجة و الدارالبيضاء... اقتراح اسم مصطفى الدرقاوي و تجربته السينمائية في انبعاث فعل نادي القبس للسينما و الثقافة بالرشيدية في دورة جديدة ، هو صيغة لشكر هذا الرائد وتجميع فاعلين سينمائيين للتداول حول أفلامه، و الاحتفاء بها من خلال ندوة وطنية بعنوان: " التجربة السينمائية للمخرج مصطفى الدرقاوي:الثوابت الإبداعية وإبدالاتها" ما نقترحه لمناقشة الموضوع هو المحاور الآتية: -خصوصية الرؤية الإخراجية في أفلام مصطفى الدرقاوي؛ -جماليات الاختلاف في سينما مصطفى الدرقاوي؛ -سيرة الإبداع في سينما مصطفى الدرقاوي؛ -الخصائص الإبداعية في سينما مصطفى الدرقاوي؛ -سينما مصطفى الدرقاوي: الثابت و المتحول؛ -معاني الاستعارة السينمائية في أفلام مصطفى الدرقاوي؛ -هوية الشكل الفني في أفلام مصطفى الدرقاوي؛ -صور الواقع في أفلام مصطفى الدرقاوي(قراءة في أفلام " كازا باي نايت" – " كازا دي لايت " – " الحاج المختار الصولدي "...). يمكن للمشاركين اقتراح مداخل إضافية لإغناء ندوة مهرجان الرشيدية. " .