احتفاء بالذكرى 73 لتقديم وثيقة المطالبة باستقلال المغرب، عقدت منظمة فضاء المواطنة والتضامن ملتقاها الوطني الثاني أيام 29، 30 و31 دجنبر2016، تحت شعار"تثمين الابداع الثقافي بصيغة المؤنث" بدار الثقافة بمدينة القنيطرة. وهو الملتقى الثقافي والفني السنوي الذي يلتئم بدعم من وزارة الثقافة وبشراكة مع منظمة أبقراط تنمية وتضامن، تعزيزا وإبرازا للمسار المتميز للفعاليات النسائية المغربية المبدعة في شتى الحقول. فقد شهدت فضاءات المركز الثقافي التابع للمديرية الإقليمية لوزارة الثقافة بالقنيطرة طيلة أيام الملتقى لقاءات فكرية وتداولية وترافعية حول قضايا المرأة المغربية المبدعة في شتى الميادين، تخللتها قراءات وشهادات دالة في مسارات وعطاءات نساء مغربيات مميزات، وذلك من خلال ندوتين؛ الأولى حول تجربة الحكركة النساية بالمغرب في خضم البناء الديمقراطي للدولة والمجتمع، والثانية حول الأدوار والمهام الدستورية والإصلاحات المؤسساتية التي شهدها المغرب الحديث بدءا بمرحلة التأسيس للنهضة المجتمعية التي قادها محرر البلاد جلالة المغفور له الملك محمد الخامس طيب الله ثراه بإطلاقه ديناميات العمل النسائي في كل أبعادها التعليمية والفكرية والإبداعية، مرورا بالعهد الحسني الزاخر بالمنجزات الاقتصادية والإجتماعية والثقافية وملهم المسيرة الخضراء المظفرة باني السدود وتكريس الخيار التحديثي للدولة والمجتمع، ووصولا إلى العهد الجديد لوارث سره الملك المجدد المصلح محمد السادس أعز الله أمره، الذي أعطى للقضية النسائية عمقها وأبعادها المجتمعية الكبرى منخلال إصلاح الحقل الديني وإرساء مدونة حديثة للأسرة و بلورة رؤية جديدة للتنمية البشرية وتعديل قانون الجنسية وإشراك المرأة المغربية في كل مجالات الحياة العامة. كما شهد اليوم الثالث من فعاليات الملتقى تنظيم سهرة فنية خاصة لتكيم خمس نساء مغربيات فاعلات ومبدعات في مجالات الثقافة والفن والعمل الإنساني والتضامني وكربات بيوت نموذجية في العطاء، تخللتها شهادات مؤثرة وكلمات دالة للمحتفى بهن ووصلات فنية وترفيهية أضفت على الملتقى بهاء خاصا تناغمت فيه أجواء الاحتفال برأس السنة واسشراف الذكرى 73 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال مع تقديم الهدايا والتكريمات لرائدات الدورة الثانية للملتقى الوطني الثاني لمنظمة فضاء المواطنة والتضامن، والكل بصيغة المؤنث. ويأتي هذا الملتقى كمحطة تنظيمية وإشعاعية ونوعية في مسار المنظمة باعتبارها إحدى المكونات الثقافية والإبداعية النشيطة في النسيج المدني الوطني، المنخرطة في مشروع التنمية والبناء المجتمعي الديمقراطي من منظور استثمار الرأسمال اللامادي الوطني، واعتبارا لما لهذا الأخير من دور كبير في التنمية المستدامة والنهوض بالأوضاع الاجتماعية والثقافية والحقوقية للمرأة المغربية، اهتداء بالخطب والتوجيهات السامية لجلالة الملك محمد السادس في هذا المضمار. لذلك تروم المنظمة المساهمة الفعلية في إبراز وتثمين الطاقات الإبداعية النسوية في مختلف الحقول الثقافية والفنية، وهي تهدف من وراء ذلك لتطوير الشراكة مع وزارة الثقافة باعتبارها القطاع الحكومي الذي يرعى ويدعم الحركة الثقافية والفنية ببلادنا وفقا لتعاقد مبني على دعم المشاريع الثقافية الجادة والنوعية. و انطلاقا من التجربة التي تربط المنظمة بوزارة الثقافة خلال السنين الماضية، فإن فضاء المواطنة والتضامن تسعى لتطوير عملها وترقية تعاقدها سواء مع القطاعات الحكومية المعنية أو مع مكونات المجتمع المدني التي تقاسمها نفس الأهداف. فمنذ تأسيسها سنة 2010 بالرباط، عملت المنظمة بجد ونشاط ونظمت العديد من الأنشطة والتظاهرات الثقافية والفنية وأبرزت الكثير من الفعاليات النسوية المبدعة في شتى المجالات الثقافية والفنية وعبر مختلف المسارات المواطنة والتضامنية. وتروم المنظمة خلال الدورة الثانية لملتقى "تثمين الإبداع الثقافي بصيغة المؤنث" تأهيل الكفاءات النسوية المنضوية تحت لوائها، وكذا إبراز وتكريم عدد من النساء الرائدات في مجالات متعددة وخصوصا في حقل الثقافة والفن. وبذلك، يتضمن برنامج الملتقى العديد من الفقرات الثقافية والفنية و التكريمات تتخللها ندوات فكرية وقراءات شعرية ووصلات فنية ذات الصلة بتثمين المنجز النسائي الوطني. ويروم الملتقى الوطني "تثمين الإبداع الثقافي بصيغة المؤنث" في دورته الثانية بالقنيطرة، تبليغ رسالتها التنويرية والتربوية النبيلة، عبر تواصل إيجابي مع مختلف الفاعلين في حقل الإبداع المرتبط بشؤون المرأة وقضاياها المجتمعية الكبرى، وفق منظور عصري يجعل من مفهوم التبادل والتعاون والتعاقد أداة خلاقة لتطوير أدائها الداخلي والخارجي، تحديثا للممارسة الجمعوية وتحفيزا للطاقات الواعدة على الابتكار الفكري واليدوي. وإيمانا منها بما يكرسه دستور البلاد من حقوق وواجبات في مجال النهوض بأوضاع المرأة، وما خص به هذه الفئة النشيطة في نسيج المجتمع من مهام وأدوار جديدة في تحقيق التنمية المستدامة، وعملا بهذه المقتضيات وبأهدافها ومبادئها السامية، دأبت المنظمة على تنظيم العديد من الأنشطة الثقافية، التربوية، الفكرية والتواصلية على امتداد ربوع الوطن، الرامية سعيا للمساهمة الفعلية في تأطير وإدماج شريحة هامة من أجل كسب رهان الدمقرطة والتحديث التنمويين للمغرب الحديث.-