تعتبر جمعية النادي السينمائي لمدينة سيدي قاسم من أعرق الجمعيات الثقافية التي تهتم بنشر الثقافة السينمائية عامة بواسطة الفيلم إلا أنها جعلت من بين أولوياتها التعريف بالإنتاج السينمائي الوطني من خلال تنظيم ملتقى سنوي للسينما المغربية وصل دورته 17 وهي من بين الجمعيات السينمائية القليلة التي طرحت وبإلحاح مسألة الوعي الثقافي بالمسألة الديمقراطية والتنوع الثقافي منذ سنة 1990 وفي سنة 2007 وقع النادي السينمائي بسيدي قاسم اتفاقية شراكة وتعاون مع جمعية البحث والتبادل الثقافي بالرباط ومع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية حيث فتحت جمعية النادي السينمائي من جديد وفي إطار فعاليات ملتقى سيدي قاسم للسينما المغربية "نافدة على السينما والإبداع الفني الأمازيغي "والمناسبة كانت الاحتفاء بتجربة المخرج المغربي محمد مرنيش رحمه الله الذي أخرج أول شريط سينمائي له مقاس 35مم بشروط احترافية والذي ثم عرضه في إطار فعاليات الملتقى وثم تكريمه الى جانب الممثل المقتدر عبد القادر مطاع بقاعة بلدية سيدي قاسم ،لتتوالى بعدها العديد من الأنشطة التي تسعى إلى الانفتاح على اللغة والثقافة الأمازيغيتين ورأينا وقتها أن هذا النقاش هو ضروري لبلورة أرضية لترصيد المكتسبات التي تحققت ورد الاعتبار لمكون أساسي للثقافة المغربية،وانطلاقا من سنة 2012 حولت الجمعية النافدة إلى نشاط ثقافي مستقل تختتم به أنشطتها السنوية ويحمل " اسم ملتقى سيدي قاسم للسينما والإبداع الفني الأمازيغي " حتى يحض باهتمام جمهور المدينة وينال مساحة ثقافية وإعلامية وإشعاعية أكبرويساهم في تمكين الجمعية من قياس بدقة ووضوح مدى تحقق الأهداف الخاصة بهذا المشروع الثقافي، والمتمثلة في إتاحة الفرصة لجمهور مدينة سيدي قاسم للتعرف على الإبداع الفني والسينمائي والثقافي الأمازيغي وخلق إطار للحوار والنقاش حول الثقافة الأمازيغية وخصوصياتها وقضاياها وتمكين الأطفال بمناطق غير ناطقة باللغة الأمازيغية من التعرف على لغتهم الوطنية التي أصبحت لغة رسمية والنهوض بها وتعزيز مكانتها في المجالين التربوي والاجتماعي أما الفئات المستهدفة فهي جمهور مدينة سيدي قاسم على اختلاف أعمارهم في مجال العروض السينمائية والفنية و تلاميذ التعليم الابتدائي في مجال تعلم تيفناغ وتلقي الفنون البصرية. أما الشريكان الأساسيان لهذا الملتقى فهما المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ومديرية وزارة التربية الوطنية بسيدي قاسم و بتعاون مع المجلس البلدي وعمالة إقليمسيدي قاسم ، وميزانية هذا الملتقى هي منحة دعم مخصصة لهذا النشاط من طرف المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية محددة بشراكة موقعة من طرف عميد المعهد ورئيس جمعية النادي السينمائي وبإطار مرجعي مبني على أساس الالتزام والتقيد بمبادئ الاستقلالية في العمل والثقة المتبادلة والتعاون والشراكة الفعليين، والشفافية في الأهداف والوسائل. وستعرف الدورة الخامسة التي ستنظم في الفترة من 22 إلى 24دجنبر2016 برنامجا حافلا حيث سيتم تنظيم معرض للفنون والتعابير الفنية الأمازيغية يساهم به مجموعة من الفنانين التشكيليين الأمازيغيين منهم عبدالله أوعبي ومصطفى الكوش ورحمة مومن وخيمتين للباس التقليدي والتحف الفنية والثراثية الأمازيغية للعارض ميمون إيدير ومعرض للكتاب للكتبي حسن بنعدادة وورشات في الخط والإملاء الخاص بتيفيناغ لفائدة التلاميذ الذين يدرسون الأمازيغية بمدينة سيدي قاسم ومسابقات وأنشطة موجهة للأطفال مع عرض باقة من الأفلام الأمازيغية القصيرة الروائية منها والوثائقية منها من سيعرض بسيدي قاسم لأول مرة مثل :"أزول "للمخرج التونسي الدكتور وسيم القربي "أمازيغي " للمخرج والفنان التشكيلي مصطفى الكوش " تاسا" Tassa للمخرج والمنتج بوشتى الإبراهيمي وكذا أفلام سبق وأن برمجت ضمن دورات ملتقى سيدي قاسم للسينما المغربية و منها من حصل على جوائز: "أناروز " للمخرج مصطفى أوكويس " الفاكهة المحرمة " للمخرجة نورا أزروال "حكاية الحب والسلام " للمخرج مراد خلو وسيعرف الملتقى فقرة موسيقية تشارك فيها فرق فنية أمازيغية من مدينة أزرو كما سيخصص المهرجان فقرة تكريمية للممثل والسيناريست الحسين برداوز الذي يعتبر من نجوم الدراما الامازيغية خلال السنوات الاخيرة. وفيما يلي ورقة عن هذا الفنان العصامي كانت البدايات الفنية الاولى للحسين برداوز مرتبطة باواخر التسعينيات، عبر فيلمين امازيغيين قام باخراجهما المخرج احمد بادوج، ويتعلق الامر بفيلم ‘ أجميل لغرض' و' تيتي نواضان ‘، قبل أن تكتشفه المخرجة فاطمة بوبكدي، عبر فيلمها الأمازيغي ‘ حمو اونامير' المبني على أسطورة من الحكي الشعبي ثم برز بعدها في مجموعة من الأفلام التلفزيونية التي أنتجها بعض القنواة الوطنية نذكر منها : الدويبة و رمانة وبرطال و سوق النسا وحديدان والسيدة الحرة وغيرها ومن خلال مسيرة امتدت من 1997 إلى الآن ، اشتغل الحسين برداوز كممثل مع عديد من المخرجين، بلغ عددهم الاجمالي 14 مخرجا أبرزهم أحمد بايدو وإبراهيم الشكيري وفاطمة بوبكدي وسعيد السليماني ومحمد بوعروة ومصطفى أحرور ، في حين تجاوز مجموع الأعمال الفنية التي شارك فيها ما ينيف عن أربعين عملا، موزعة مابين افلام الفيديو الأمازيغية و الأفلام التلفزيونية و المسلسلات الناطفة بالعربية وبالأمازيغية ، وأفلام السينما الخاصة بدور العرض السينمائي، كفيلم ‘ تمازيرت أوفلا' للمخرج محمد مرنيش و"أغرابو " لحماد بايدو وأخر فيلم سينمائي سيخرج قريبا للقاعات السينمائية والذي لعب بطولته إلى جانب ممثلين كبار كعبد اللطيف عاطف هو"أدور " للمخرج أحمد بايدو إلى جانب موهبته الفنية كممثل، انخرط الحسين برداوز في الكتابة السيناريستية، حيث كتب حوالي العشرون سيناريو، جلها كان من اخراج المخرج الشاب عبد العزيز اوسايح، ومنها "احماد لقران"، "لكنز" او"ريتكمالن"و "لحيلت توف لعار"و "تالوحت لوالدين" وأعمال أخرى. ويعتبر الحسين برداوز من الفنانين الذين اشتغلوا كثيرا على الدراما الموجهة للطفل، عبر مجموعة من الأفلام التي ترتكز على تقنية الراوي المعتمد على مخزون كبير من الحكايات التراثية ذات الأبعاد التربوية. يشار إلى أن الفنان الحسين برداوز سبق وان تم تتويجه في ست مناسبات ، حيث فاز بجائزة أحسن ممثل وأحسن كاتب سيناريو .