صدر حديثا عن دار الكتب العلمية بلبنان كتاب بعنوان "الشرح المطول على أرجوزة محمد الطيب ابن كيران في الحقيقة والمجاز" (303 صفحة) لمؤلفه محمد بن الحسن أقصبي الفاسي المتوفى سنة 1250 ه، وهو كتاب قام بتحقيقه ودراسته الباحث والشاعر ورئيس جمعية أساتذة اللغة العربية بوزان الدكتور المعتمد الخراز، الذي أشار في المقدمة إلى أن هذا التحقيق يأتي، أولا: في سياق الاهتمام بنمط من التأليف البلاغي لم يحظ بأهمية كبيرة من قبل الباحثين، ويتمثل في كتب التلخيص والشروح والحواشي، وهو اهتمام من شأنه أن يساهم في تحقيق قراءة نسقية للتراث، وثانيا: من أجل الكشف عن حركية التأليف والتفكير البلاغيين في المغرب. وقد قسم المحقق الكتاب إلى قسمين؛ خصص أولهما للدراسة، حيث تحدث فيه عن صاحب الشرح، ذاكرا اسمه ونسبه ودراسته وشيوخه ومكانته العلمية وآثاره، ثم انتقل إلى الحديث عن النص المشروح والشارح، فقام بوصف الأرجوزة، ثم كشف عن الحركية التي أحدثتها في التأليف والتفكير البلاغيين بالمغرب، وذلك من خلال تتبع الكتابات التي كتبت عنها، حيث ميز بين الشروح والحواشي وغيرهما، وحدد المراكز العلمية والشيوخ الذين اتخذواهذه الأرجوزة متنا أساسا في حلقات التدريس. بعد ذلك انتقل المحقق إلى تحديد دوافع تأليف أقصبي لشرحه وتاريخ تأليفه والمصادر التي اعتمدها والمنهجية التي اتبعها، ليختم هذا القسم بوصف للنسخ التي اعتمدها في تحقيق الأرجوزة وشرحها، وتحديد المنهج المعتمد في التحقيق. أما القسم الثاني فخصصه لتحقيق شرح أقصبي على أرجوزة ابن كيران، ثم وضع ملحقا يضم تحقيقا لمتن الأرجوزة، وتسع فهارس فنية. وقد قدم الكتاب الدكتور محمد الأمين المؤدب، وهو أستاذ بكليتي الآداب والعلوم الانسانية بتطوان (المغرب) وجازان (السعودية)، حيث وضع تقديما علميا تحدث فيه عن أنماط التأليف البلاغي في المغرب، فأرجعها إلى أربعة، وهي: كتب البديع، وشروح المتون البلاغية، وشروح الشواهد، والمنظومات البلاغية وشروحها. وأكد الدكتور المؤدب في تقديمه أهمية الكتاب المحقق والعمل الجاد والعلمي الذي قام به المحقق، الذي التزم فيه "ضوابط التحقيق المعتمدة لدى كبار المحققين.. ورجع في القسمين معا، إلى مصادر كثيرة، فاقت المئتين (239)، ما بين مطبوع ومخطوط ومرقون، وبعضها غميس نفيس".