في إطار فعاليات الدورة 15 لمهرجان مرتيل للسينما المغربية والإبيرو أمريكية نظمت اليوم الجمعة 18 دجنبر2015 بالمدرسة العليا للأساتذة بمرتيل ندوة حول تيمة "صورة الآخر في السينما". وقد شارك في الحصة الأولى لهذه الندوة في الفترة الصباحية مجموعة من الطالبات الباحثات من جامعة كارلوس الثالث بمدريد. على أن تتواصل الندوة مساء بمشاركة باحثين ونقاد مغاربة وإسبان. وقد انطلقت هذه الحصة بمداخلة لطالبة باحثة إسبانية تناولت فيها بالتحليل فيلمين إسبانيين شهدا نجاحا تجاريا ونقديا هذا العام هما "الجزيرة المنخفضة" و"الطفل" (إيلنينيو). بخصوص "الجزيرة المنخفضة" الفائز بعشرة جوائز غويا الذي وصفته بأنه ذو حبكة هوليودية تشويقية، قدمت بداية الممثلين الذين لعبوا الأدوار الرئيسية في الفيلم ثم قامت بعد ذلك بقراءة نقدية فيه. وحاولت المتدخلة التركيز على تيمة " الأنا والآخر" في هذين الفيلمين خصوصا في فيلم "الطفل" (إيل نينيو) الذي تبدو هذه التيمة واضحة فيه. طالبة باحثة أخرى اختارت فيلم بيدرو ألمودوفار "فولفيلر " محاولة استنباط تيمة "الأنا والآخر" وعلاقتها بالأسرة فيه. والفيلم يحكي قصة امرأة شابة، والتي تلعب دورها بينيلوبي كروز، تتعرض وهي صغيرة السن للإغتصاب من طرف أبيها وتعيش حياة صعبة بعد ان تلد منه ، وحين سيحاول زوجها بعد ذلك بسنوات أن يعتدي جنسيا على ابنتها تقتله لتنطلق مجموعة من المواقف المعالجة بأسلوب خاص بألمودوفار.وتخلص المتدخلة أن الفيلم هو عبارة عن نظرة للآخر بعين نسوية (للأسرة والمجتمع والرجل في إسبانيا) ، نظرة لمجتمع ذكوري مازال يضطهد المرأة . المتدخلة الثالثة تطرقت بالتحليل لفيلمين هما "أغورا " لأمينابار و "كامينو" (طريق)، هذا الأخير الذي تدور أحداثه عن طفلة مريضة بالسرطان، وتناولت الباحثة من خلاله نظرة الأبوين لها ونظرتها لهما خلال محنتها هذه، وذلك الصراع بين الأبوين الأم المتدينة والأب الذي يحب ابنته ومستعد لفعل أي شيء من أجل أن تتشافى وتخرج من محنتها ووضعها الصحي. الفيلم الثاني الذي تناولته المتدخلة بالتحليل هو "أغورا " للمخرج أليخاندرو أمينابار، الذي يحكي قصة العالمة والمفكرة "هابيتا" التي عاشت في مصر القديمة والتي كانت ضحية أفكارها وقناعاتها من طرف متطرفين دينيين، والفيلم يعالج تيمية آنية رغم طابعه التاريخي. على العموم فقد تمحورت المداخلات الثلاث حول صورة المرأة في المجتمع الإسباني ونظرة هذا المجتمع لها ونظرتها بالمقابل له.