"في الرابعة صباحا، أيقظني ما تبقى من المياه والقهوة التي شربتها ليلا..، كنت في طريقي إلى دورة المياه، قبل أن أصل إلى زر المصباح، تعثرت وسقطت أرضا فسمعت ضحكة ساخرة لم أعرف مصدرها لكن سمعتها جيدا..، استدرت إلى فراشي الذي قمت منه للتو فلمحت شخصا نائما، أنرت المصباح، فرأيته جيدا، كان نائما، إنه أنا لا أزال نائما، لا أعرف بعد من منا الحقيقي النائم أم المستيقظ، لا أعرف بعد هل النائم شيطاني أم أنا هو شيطان النائم، حاولت أن أوقظه استعصى فاستسلمت، يبدو كالملاك وهو نائم، يبدو أنه الآن يسبح في أحلام جميلة، تتراقص البراءة ببراءة على ملامحه..، سأخرج، ربما أنا هو الشيطان، أنا الشيطان الطيب، سأخرج من البيت بهدوء كي لا أزعجه أو أخيفه..، فتحت الباب لأخرج فظهر أمامي كائن مقزز، صفعني، ضحك بشكل غريب، استدرت إلى فراشي وجدت صراصير تتسابق فوقه، وتتكاثر بسرعة، بدأت أحس بها في قدماي..، لو قتلت الوجه الملائكي البريء الذي كنت أظن أنني شيطانه لذهبت الآن إلى النوم في النعيم، سأكون قد قتلت الشيطان..، أحدنا كان من الضروري أن يموت كي يعيش الثاني. القاعدة الأولى: الشيطان لا يوجد داخلنا بل خارجنا. القاعدة الثانية: الشيطان ليس غبيا، فقد يأتي على شكل ملاك. القاعدة الثالثة: حين ينتصر الشيطان ننتحر." وجدت الشرطة هذه الكلمات في مذكرته بعد أن قفز من شرفة شقته ولفظ أنفاسه الأخيرة في المستشفى، وجدوا أيضا ثلاثة صراصير داخل حذائه.