نظمت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مراكش- آسفي، يوم الثلاثاء 20 فبراير 2024 بمقر ملحقة عرصة المعاش، التابعة لها، ورشة تفاعلية لتقاسم نتائج الدراسة الوطنية حول العنف في الوسط المدرسي، المنجزة سنة 2022، من طرف الهيئة الوطنية للتقييم بالمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، بشراكة مع منظمة اليونسيف. ويأتي تنظيم فعاليات هذه الورشة، تفعيلا لخطة العمل بين وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة ومنظمة اليونسيف، وتنفيذا لمخرجات المؤتمر الدولي حول العنف بالمؤسسات التعليمية، المنظم من طرف المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، بشراكة مع المنظمة المذكورة، خلال شهر نونبر 2023. وحضر هذه الورشة ممثلة النيابة العامة بمراكش، وممثلة المجلس العلمي المحلي بالحوز، والمنسق الجهوي لمجلس تنسيق التفتيش، والمفتشون المنسقون التخصصيون لمواد الفلسفة والتربية الإسلامية والاجتماعيات، وكذا رئيسة المركز الجهوي للتوثيق والتنشيط والإنتاج التربوي بالأكاديمية، ورؤساء مصالح الشؤون التربوية، وممثلو المصالح ذات الصلة، ورؤساء مكاتب الأنشطة التربوية، إضافة إلى المنسق الجهوي والمنسقين الإقليميين لبرنامج دعم تعزيز التسامح والسلوك المدني والمواطنة والوقاية من السلوكيات المشينة بالوسط المدرسي "APT2C" بالأكاديمية والمديريات الإقليمية، التابعة لها. وفي مستهل هذا اللقاء، ألقى هشام غزولي، رئيس مصلحة التربية الدامجة، ونقطة ارتكاز منظمة اليونسيف بالأكاديمية، كلمة ترحيبية بالحاضرين، استعرض من خلالها دواعي وأهداف تنظيم هذا اللقاء، متمنيا له كامل التوفيق والنجاح، وأن يتمخض عن توصيات ومخرجات، من شأنها الحد من ظاهرة العنف بالوسط المدرسي. عقب ذلك، قدمت رقية الشفقي، مختصة في الأبحاث الميدانية والتحليل بالهيئة الوطنية للتقييم لدى المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، عرضا حول نتائج تقييم العنف في الوسط المدرسي، المنجز بشراكة مع منظمة اليونسيف، تناولت من خلاله الإطار المرجعي للدراسة، وأهداف التقييم، والإطار المفاهيمي والنظري والمنهجي للدراسة، وأهم نتائج هذا العمل البحثي، ومسألة العقاب في المؤسسات التعليمية، والمناخ التعلمي في علاقته بالعنف في الوسط المدرسي، ومقياس المناخ المدرسي، والفاعلين التربويين في هذا الوسط، وسبل التفكير، من أجل الحد من ظاهرة العنف بالمؤسسات التعليمية، إضافة إلى توصيات الندوة الدولية في موضوع "العنف في الوسط المدرسي: المعارف والسياسات والممارسات"، المنظمة، خلال يومي 01 و02 نونبر 2023 بالرباط. وبدورها، ألقت هدى أبو سعيد، إطار بقسم الشؤون التربوية بالأكاديمية، عرضا حول العنف، تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة، قاربت فيه عدة قضايا ومواضيع، نجملها في أنواع وأسباب ونتائج العنف، وتدابير الوقاية ومحاربة هذه الظاهرة المشينة، وعراقيل الولوج والاستفادة من آليات حماية الطفل، علاوة على تقديم توصيات لمحاربة العنف الممارس ضد هذه الفئة من المجتمع. وكان هذا اللقاء فرصة، أيضا، لتكريم مالكة الجبلي، المنسقة الجهوية السابقة لمنظمة اليونسيف بالأكاديمية، التي ثمنت هذه المبادرة، وشكرت منظميها، متمنية كامل التوفيق والنجاح لخلفها في هذه المهمة. وبهذه المناسبة، ألقيت كلمات وشهادات في حق المحتفى بها، من طرف بعض زميلاتها وزملائها بهذه المؤسسة، وأهدي لها تذكار رمزي، نظير الخدمات الجليلة التي قدمتها، في هذا الشأن. وأثناء المناقشة، طرح مجموعة من المشاركين في هذا الملتقى تساؤلات واستفسارات، وقدموا ملاحظات وتوصيات تروم الحد من ظاهرة العنف بالوسط المدرسي، وتجويد الفعل التربوي والتعلمي بالمؤسسة التعليمية المغربية، أعقبها تقديم ردود وتوضيحات، من طرف المتدخلين في هذا اللقاء. ويشار أن هذه الدراسة التقييمية، موضوع هذا الحدث التربوي الهام، تهم ظاهرة العنف بالوسط المدرسي في جميع أسلاك التعليم الأساسي، من الابتدائي إلى الثانوي التأهيلي، مرورا بالثانوي الإعدادي، وتروم هذه الدراسة، التي تمزج بين مقاربة الإيذاء ومنهجية تحليل المناخ المدرسي، تشخيص ظاهرة العنف بالمؤسسات التعليمية، وقياس مدى انتشارها، وتحديد مختلف أشكالها، والتعريف بالفاعلين المعنيين، وفهم العوامل التي تساهم في انتشارها، وقد اعتمدت هذه الدراسة بحثا ميدانيا كميا أنجز على عينة تشمل 260 مؤسسة تعليمية، شارك فيها 13884 تلميذة وتلميذ من الأسلاك التعليمية الثلاث. كما تبنت مخرجات بحث كيفي شمل 27 مؤسسة تعليمية، بهدف تحديد أعمال العنف، ووضع التشخيصات الكيفية، إضافة إلى تطوير إستراتيجيات عملية تروم التحكم في ظاهرة العنف بالوسط المدرسي.