اختتمت ليلة الأحد 19 أبريل الجاري بالدارالبيضاء فعاليات الدورة الثالثة لملتقى سيدي عثمان للسينما المغربية بعرض ومناقشة الفيلم الروائي الطويل " بادس (1988) بحضور مخرجه محمد عبد الرحمان التازي ، وهو فيلم جميل يعتبر من كلاسيكيات السينما المغربية ومن الأفلام الأولى التي أدانت بالصوت والصورة النظرة الدونية للمرأة في مجتمع ذكوري تقليدي تحكمه عادات وتقاليد بالية . وقد تميزت الأيام الأربعة لهذه التظاهرة السينمائية السنوية ببرنامج متنوع جمع بين الفرجة والمناقشة وبين التكوين والإحتفاء بالفاعلين السينمائيين ، كل ذلك بهدف نشر الثقافة السينمائية بين الشباب وعموم المواطنين وترسيخ ثقافة الإعتراف بالمبدعين وعطاءاتهم والتعريف على نطاق واسع بالإنتاجات الفيلموغرافية المنتمية إلى مختلف مراحل تاريخ السينما المغربية . كانت الإنطلاقة مساء الخميس 16 أبريل الجاري بالمركب الثقافي مولاي رشيد حيث تم الإحتفاء بالممثلة القديرة عائشة مهماه عبر عرض فيلم قصير يذكر ببعض أعمالها والإستماع إلى شهادات في حقها كإنسانة وفنانة أدلى بها مدير الملتقى ورئيس النادي السينمائي لسيدي عثمان عبد الحق المبشور والناقد السينمائي أحمد سيجلماسي والمخرج مجيد رشيش والممثل حسن فلان ... وبين عرض ومناقشة فيلم الإفتتاح " أجنحة منكسرة " لمجيد رشيش (عرض بمناسبة تكريم القديرة عائشة ماهماه ، إحدى بطلاته) وعرض ومناقشة فيلم الإختتام " بادس " لمحمد عبد الرحمان التازي ، بحضور مخرجيهما ، تم عرض الأفلام القصيرة التالية : " جمعة مباركة " لأسماء المدير و " الحساب التالي " لعبد الكريم الدرقاوي و " الخبز المر " لحسن دحاني ، كما تم عرض ومناقشة الفيلمين الطويلين " فوق الدارالبيضاء الملائكة لا تحلق " لمحمد عسلي و " الوثر الخامس " لسلمى بركاش ، التي حضرت رفقة منتجة الفيلم رشيدة السعدي لحظة تقديمه ومناقشته بتأطير من سيجلماسي والمبشور . كما تم تنظيم ثلاث ورشات تكوينية في كتابة السيناريو (من تأطير السيناريست محمد اليوسفي) والمونطاج الرقمي (من تأطير الموضبة لطيفة نمير) والتصوير الرقمي (من تأطير مدير التصوير طارق شمعاوي) استفاد منها ما بين 70 و80 شخصا في كل ورشة جلهم من التلاميذ والطلبة وأطر النادي السينمائي لسيدي عثمان (الجهة المنظمة للملتقى). ومن جديد دورة 2015 ، التي حضرها وساهم في تنشيطها رئيس الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب عبد الخالق بلعربي والممثل مصطفى منير والفنان التشكيلي عزيز باعقا والمخرج مجيد لحسن والممثلة فاطمة العوج والإعلاميان عبد اللطيف ندير ومحمد العزيز والسينفيلي مصطفى حدون وممثلو وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة والفاعلون الجمعويون وغيرهم ، انفتاحها على دار الطالبة ودار الأطفال وإدارتهما وإدماج بعض الأطفال والطالبات في أنشطة الملتقى سواء عبر الورشات التكوينية أو عبر إتاحة الفرصة لبعض الأطفال الموهوبين لتقديم اسكتشات ولوحات مسرحية على منصة القاعة الكبرى للمركب الثقافي مولاي رشيد . ويمكن القول إجمالا أن الدورة الثالثة لهذا الملتقى قد نجحت في تنفيذ برنامجها المسطر ، كما نجحت في استقطاب جمهور غفير من ساكنة الحي والأحياء البيضاوية الأخرى ، من الخميس 16 إلى الأحد 19 أبريل الجاري ، ولعل هذا النجاح الملحوظ هو الذي دفع الجهة المنظمة إلى الإعلان عن ميلاد تظاهرة سينمائية جديدة متخصصة في الأفلام القصيرة (مع مسابقة رسمية) ستحتضنها فضاءات المركب الثقافي مولاي رشيد في شهر يوليوز القادم .