صدر مؤخرا للزبير مهداد كتاب "من الثقافة المغربية الأمازيغية"، عن دار إفريقيا الشرق بالدار البيضاء. الكتاب يعرف ببعض عناصر الثقافة اللامادية المغربية، بتعبيراتها المتنوعة، التي ما زالت تحتفظ بحيويتها وجاذبيتها. هذه العناصر تشمل المجال الفني الفرجوي، والمجال التنظيمي الاجتماعي، والمجال الأدبي، وكلها تعرض صورة لطيفة عن عمق وقوة وعراقة الحضارة الأمازيغية المغربية. تتوزع المقالات على ثلاثة محاور: المحور الأول في الطقوس والتقاليد الشعبية، ويضم مقالات، أولها عن فن الغزل الشعري الأمازيغي المعروف باسم «الصقير» أو «ثاقرفيت»، وثانيها عن التبراع، وهو فن التغزل النسوي المنتشر في الثقافة الحسانية، وثالث المقالات عن فن الفروسية التقليدية من خلال عرضي «التبوريدة» الشهير و«ماطا» الممارس في مناطق «جبالة»، ثم مقالات عن طقوس «الناير» للاحتفال بالسنة الشمسية الجديدة، وعن «باشيخ» و«العنصرة». المحور الثاني في المؤسسات والتنظيمات الاجتماعية، ويضم ستة بحوث، الأول عن الموروث التعاوني في الثقافة الأمازيغية، الذي يتجلى في عدد من التقاليد والتنظيمات، وبحثا عن الضيافة والتغيير الاجتماعي، يتطرق إلى الحديث عن طقوس «الموسم» أو «اللامث» بالأمازيغية، وعن الضيافة الفردية، وبحثا عن مؤسسة القضاء العرفي أو ما يسمى «اللوح»، وبحثا ثالثا عن طائفة «زرزاية» التي كانت تتولى خدمة نقل البضائع والسلع وأمتعة الأشخاص في فاس، يليه بحث حول تقليد حلف «تاضا» التضامني، وآخر عن مؤسسة دار بلارج التي اشتهر بها المغرب. المحور الثالث في المشترك الثقافي بين المغاربة الأمازيغ وبين شعوب أخرى، ويضم ثلاثة مقالات، الأولى حول طقس الاستسقاء، وهو مشترك عربي أمازيغي، والثانية لرقصة «الباردية» التي يؤديها الراقصون مشاة، وهي من المشترك الثقافي لشمال إفريقيا والجزيرة العربية أيضا، أما الثالثة فخصص لتقليد تفرد به المغاربة، وهو النظم الشعري الذي يتوسل باللغتين العربية والأمازيغية، وخلف فيه أمازيغ المغرب عددا من المنظومات والأراجيز البديعة. الكتاب من حجم متوسط، عدد صفحاته 230، صدره المؤلف بإهداء لصديقه الأستاذ فريد بيجو.