عن منشورات مركز الأبحاث السيميائية والدراسات الثقافية بالمغرب. صدر كتاب جديد للأكاديمية المغربية فاتحة الطايب، أستاذة الأدب المقارن بجامعة محمد الخامس الرباط، يحمل عنوان: "دراسات في الترجمة من العام إلى الخاص " ، ويشتمل على أٍربعة أٌقسام وأربعة ملاحق كذلك. ارتباطا بمادة الكتاب، فهو يُعتبر ثمرةً من ثمار مشروع " دراسات الترجمة " الذي أسَّسه المُقارِن المغربي سعيد علوش ابتداء من منتصف ثمانينات القرن العشرين، في سياق تطويره لبرنامجِ تدريسِ الأدب المقارن في الجامعة المغربية وفق مُستجدات الدرس المقارن. كما ترتكز هذه المادةُ، في المجمل، على التطوُّر الحاصل ضمن مجال " دراسات الترجمة " بصفته من مجالات حقل الأدب المقارن، وتَستوحي منظورَها للمُمارَسة الترجمية من النظريات التي تُدافع عن مبدأ احترام اختلاف النص المَصدر في الوقت ذاته الذي تساوي فيه بين الترجمة والكتابة وبين المُترجم والمؤلف. أي من النظريات التي تؤكد جسامةَ عمل المُترجم، الذي يُفترض به التحركُ على نحو مُتوازن بين اتجاهين اثنين كلاهُما يَملك آليات جذبٍ أحادية البُعد: من الذات إلى الأجنبي ومن الأجنبي إلى الذات. جدير بالذكر أن الأكاديمية فاتحة الطايب، وبحُكم تَخصُّصها في تدريسِ الأدب المقارن، فهي تُعتبر من الأصوات القليلة المُهتمّة بحقلِ الترجميات على المُستوَيين النظري المعرفي والإجرائي، ساعية عبر الكَدِّ المعرفي إلى لَفْتِ الانتباه لإرهاصاتِ مدرسةٍ مغربية في الأدب المقارن نتيجةَ التراكُم الذي حققته الأجيال المُهتمَّة بهذا الحقل العلمي العالمي.