صيرورة 1 بفاتحة عطلة معطلة الأفق, غير بعيد عن مصب وادي ، افترشنا أرضا بنية القشرة تموء . خشيت من أن ينقلب يسر حديثه إلى قعدة يشحذها لأسف . انخرطت به في أعطاف حديث قلّما يوجد في السير... ..لم يكظموا غيضهم...لا صدهم غب ولا شحط سفر. هب أهل سد مأرب إليها. ..التفتوا يمنة، نطق أصم الحجر!..قال قائلهم: نضدوه !..فاستوى السد شامخا عند المصب.انحنوا يسرة وهي تموء. لامسوا وجهها البنّي فاخضر بين المجاري. أخذت زخرفها وازّينت ...بلغت السنابل وجنة النعمان .جمعوا المحاصيل. اكتال أكتعنا وأبصعنا فوق المائة صاع صاعا .ثم عاد أهل سد مأرب إلى جناتهم.. فجأة, كأنما شعرت بعضة في الساق، انتفضت مذعورا. قال لي محدثي: هدأ من روعك ، أنت واهم..إن النمل قد ترادف من زمن ونزح إلى المدينة. تمت
صيرورة 2 تزمت بنا ونحن نطيل الطواف والجلوس فيها, حتى ونحن نتصورها على ألف ميل من نخر الدود. داهمها الوباء .رمى مباهجها في البهوت . بليلة مشهورة ، تسكعنا بأزقة ميتة.فقدنا الساعة التي كانت بحوزتنا ونحن على الطريق. زوالا ,جلسنا بغرناطتنا والشجيرات تفوح شوكا. الجدب جعل صاحبي يحقن خصوبة في خيال. الحديث يحبل بفنون البستنة. خش بي على تفاصيل في الزهريات والورود لا قبل لي بها .أسرار أنشأت الخلق من جديد.فتحت لي مجال رؤية شغلته. انتشر به رهط من القوم ما ألطفهم عليهم ثياب مزهوة. ما كادوا يفعلون حتى توزعوا على جنباتها.حيثما سرت أصابعهم بصمت أصناف زهر مختلف ألوانه,اندلقت التيجان تأرج المكان.هندسوا لها كسوة على الجدران محورة الأشكال والزخارف. رفّ الفراش .غرّد الطير ..تبسم الرهط العجيب!..وانمحوا من مجال الرؤية.يزكم الجو بالأريج.يعطس محدثي أشمته..تعال نمضي إلى حال سبيلنا .يتوثب بقامة فارعة، ناهشا بيده الزهرة الفريدة المتوارية خلف الأشواك.أثور فيه.ناهيا . يقهقه في وجهي ويقول: إن النمل قد سبقني ونهش التي هي أزكى وأجمل. تمت. صيرورة 3 أأنبَه على إثر تخلصه المتهور من عقاب سيجارة. يوغل في بلاهة وتيه..والشمس على وشك الانطفاء .تحضن شماله حرف المقعد الخشبي الذي احتوانا. الساحة غاصة بما ذرته رياح بلادي .من جزر التيه ، تطلق سراحه الجنَية التي اختطفته من جواري. يعود.!.. .
تنفرج شفتاه : أتدري أنني البارحة رأيت في ما يرى النائم أن قوما ما شهدت مثل هندامهم ولا أحذق منهم .. هَبوا والناس نيام , كنسوا شوارع وساحات مدينتنا..زبروا أشجارها ..دهنوا العمارات والدكاكين جانسوا زخرفا للمدارس .أصلحوا عطلا بدورات المياه. طهروا ساحلنا .عقَموا صهاريج مياهنا . حوانيت بقالينا. رتبوا ما في السوق من سلع ثم ذابوا مع خيط شعاع عاجي اللون .تراه حلم أم تراه كابوس ؟ جاريته: لعلَه تطهر أبيته وأنت تتخلَص تخص النمل من عقاب سيجارهَ. تمت