غزَّة: ما مدَّت الوديان ظلالها إلاَّ كي تتفتَّق ورود الحياة من جديد... ما جادت السَّماء بغيمها... إلاَّ كي يتجلَّى وجه الفصول الجميل... ما امتدّت صهوة الأرض إلاّ كي تتّسع لأحلام بلا دليل... تلك مراسيم الولادة الّتي تضئ الطريق. الشّهيد: لأنَّه أدرك أنّ الفتى بلا وطن قتيل... أمسك مصباح الفجر... حدّق طويلا في ليل أعدائه ... تحدّى عتاب إخوته الذّليل... ثمّ عانق الشّمس ونام، نام فوق ضياء لا يزوره الخريف. إخوة الشّهيد الأسياد: يصرخ الحجر في وجه الرّصاص العابث تتوّه الهضاب كلاب الغزاة... يخبّئ القمر ضوءه عن ذئاب اللّيل الطّويل لكنّ الإخوة الأسياد يبتاعون قبور عزّتهم من جارهم الدّخيل. إخوة الشّهيد العبيد: فرّقت بينهم المتاريس... يساقون للنّسيان ولا يسمح لهم بالشّهيق... كلّما أرادوا النّشيد خُيّروا بين العدم والنّبيذ. إنّهم إخوة صهيلهم يطال المدى أو يزيد لكنْ بينهم وبين صهيلهم صدع لا يحيد.
رواية اليقين: ذات صباح ستنمو صفصافة من عظام الشّهيد يأوي إليها كلّ تائه ضليل.