صدر حديثاً عن دار نشر "داليمان" كتاب "قصيدة للأمير عبد القادر"، وهو مؤلَّفٌ مستلهمٌ من شعر مدح كتبه البولوني سيبريان كاميل نورويد (1821-1883)/ يثني فيه على دور الأمير عبد القادر الجزائري في إنقاذ آلاف المسيحيين في بلاد الشام خلال القرن ال 19. وجاء الكتاب بالتزامن مع إحياء الذكرى المئوية الثانية لميلاد هذا الشاعر في إطار التبادل الثقافي بين الجزائر وبولونيا. وبحسب الناشر فإن الكتاب "يسلط الضوء على ذكاء شخصيتين على قدر كبير من التسامح، إذ أنهما لم يلتقيا أبداً إلا أن تبادلاً صحفياً قد جرى بينهما، بحيث نجحا في تجاوز اختلافهما الديني والحضاري والثقافي ليسمحا بذلك بالتقاء عالَمين توحيديين مختلفين وتتفق رؤيتهما حول الإنسان والحق في الحياة". ويتطرق الكاتب كذلك إلى مسار حياة الأديب البولوني الذي وصفت نصوصه في نقد عصره بالنصوص التي يتعذر فهمها، إضافة إلى أسلوبه المبهم مما صعب من فهم الشاعر الذي تجاوز عصره وهو ما كلّفه البقاء مجهولاً في القرن ال19. من جهة أخرى، تناول الكتاب حياة الامير عبد القادر (1808-1883) بصفته "قائداً استراتيجياً ومحارباً فذاً"، علاوة على جوانبه الغامضة والعاطفية القريبة من فكر "ابن عربي" الذي يعد أحد القادة الروحيين والبارزين للصوفية المعاصرة.