في أول تجربة تعاون بين المؤلفة نادية لركيط والمخرج نور الدين لخماري يعرض فيلم "BLACK SCREEN" ضمن أنشطة منتصف الليل في فعاليات الدورة 17 لمهرجان السينما الافريقية يوم 20 يونيو 2014. أعطيت الكلمة في الفيلم لعدد من الفعاليات السينمائية، لتقول كلمتها في شأن السينما المغربية كل من وجهة نظره واهتماماته وتخصصاته. فقد ألح المخرج لحسن زينون على أهمية الجسد قائلا: "كيف يمكن للسينما أن تكون بدون جسد". وقد تم اختيار هذا المخرج باعتباره يتقن لغة الجسد في أفلامه انه الراقص الذي يعطي لحركة الجسد معنى متجددا. وعميقا في حين أشار صاحب القاعة السينمائية كوليزي السيد محمد العيادي أن سوق السينما العالمية هو درب غلف. أما هشام عيوش المخرج المتمرد وهو من سلالة اهل التواصل والسينما ليتساءل عن هويته هل يهودي مغربي فرنسي مسلم .... ويتساءل أحد التقنيين: "اش جاب التقنية للإخراج؟" كما تشير الممثلة امينة رشيد الى ان "المخرج يعطيك الدور ويطلب منك العمل بعد أسبوع فقط...اما سعيد الناصري فأكد انه لم يأخذ أي مليم من المركز السينمائي المغربي هذا غير مقبول" وقد ترك الفيلم المجال لأهل السينما كي يتكلموا للتعبير عن رأيهم في السينما ووضعيتها بمساعد الفريق التقني والفني سواء في مدينة الدارالبيضاء أو طنجة او خارج الوطن بباريس. هم تسعة وعشرون فنانا تقنيا سينمائيا دخلوا بأسمائهم وبعناوين أفلام متنوعة، لكل واحد عنوان فيلم ومخرجه من العالم وعلى امتداد سنوات منذ 1930. التحفة الجميلة في الفيلم كذلك هي تقديم المخرج مصطفى الدرقاوي الذي اطل علينا وهو على الكرسي المتحرك وبلباسه الانيق ليقول كلمته في السينما المغربية وبعزيمة قوية تبدو عليه بالرغم من الصعوبات الصحية التي يعاني منها. وقع عليه الاختيار لكونه يتقن لغة السينما بامتياز قد تتجاوز السينمائيين العرب بما يوسف شاهين وصلاح أبو سيف وعاطف الطيب ونور بوزيد ...... حتى صعب على بعض النقاد تفكيك أفلامه الأولى وهو ابن المدرسة البولونية. ثم يأتي اخوه كريمو عفوا عبد الكريم وكأن المايسترو مصطفى لا يريد مغادرة بلاطو التصوير الى أن يحقق فيلما عوض الاكتفاء بالحديث عن السينما وهمومها وابداعها وتطورها إنهما "أخوان" نسبة الى فيلم جون جاك اَنو الفرنسي. اختار المخرج نور الدين لخماري في هذا الشريط عبد الله الطايع الذي كشف الواقع الاجتماعي والمعاناة الإنسانية التي تخوف الكتاب والمثقفون والفنانون اثارتها (مع بعض الاستثناءات) وهي المعانة الجنسية والتي ارزت المثلية كما ورد في فيلمه الأول. ووصف الفيلم الذي نحن بصدده بالإنسان القاتل للخوف. وفي نهاية الشريط توجهت الكاميرا الى حيث يجلس نور الدين الصايل في مكتب يدون ليقف حملا معه ما كان يدون ليغادر المكتب مارا عبر الات المتنوعة ليخرج وكأنها حجة الوداع. وكان نادية تحس بخروج المدير من ساحة تدبير الشأن السينمائي من بابه الرسمي. نادية كاتبة السيناريو ذات الإحساس الرهيف وهي الحاصلة على دبلوم في تاريخ الفن شعبة السينما والسمعي البصري بباريس 8. وهي الممارسة في الساحة الإعلامية حيث اشتغلت بالقناة الثانية ببرامج متنوعة. كما تعاملت مع "نساء المغرب" وأصدرت كتابا تحت عنوان "entr'acte photo mémoire " سنة 2013. للتذكير فنادية لاركيط تعاملت كذلك في انتاج الفيلم مع المنتج والمخرج الشاب يوسف بريطل صاحب فيلم "الخوا" وهو خريج مدرسة التمثيل سنة 2003 وخريج المدرسة السينمائية الميدانية بالمشاركة في عدد كبير من الأفلام ك «سميرة في الضيعة" للطيف لحلو كما حصل على جائزة أحسن ثاني دور رجالي في مهرجان طنجة للفيلم الوطني. كما انتقل الى الإخراج بفيلم "سلام" وسهل له الوضع الاشتغال كذلك بالتلفزة الى جانب التنشيط التلفزي وتنشيط المهرجانات (طنجةخريبكة ....) حصل سنة 2012 على دعم فيلمه الطويل "الشعيبية" عن تلك الفنانة التشكيلية الانطباعية. اشتغل الفيلم كذلك على الحركة المتنوعة للممثلين حيث اعتمد لحسن زينون على حركة العين وحسن بلقاضي على حركة التدخين ويوسف فاضل على حركة اليد وهو يتناول جالسا موضوع السيناريو في السينما المغربية. ولم يحرك الدرقاوي مصطفى الا اليد اليسرى مع تعبيرات الوجه. في حين بقيت أسماء الخمليشي متكئة على اليدين وذات ابتسامة عريضة يكسوها البياض وفيلم "والله خلق المرأة". اما امينة رشيد وكأنها تعود الى شبابها فكرا وحركة لتوصل هم الممثل مع المخرج والواقع السينمائي عموما. لكن شيماء بن عشا هي الأكثر تباتا وشبابا لتتبت انها ممثلة قديرة فسماها الفيلم اخدة المشعل. وعكسها الممثل لطيفة احرار الأكثر حركة في هذا الفيلم وهي الفنانة والمسرحية التي تتحكم في حركة اليد اليسرى والشعر والفم .... حتى سميت بالمرأة الحرة تجمع بين السواد والبياض والذكاء. وغيرت الممثلة فاطيم العياشي الكرسي الأبيض باخر من الخشب والثوب لتتقن حركة اليد والعين دون مبالغة وهي تؤكد انها المبدعة في جميع الأدوار. واستلقى محمد خيي ليتكلم بهدوء موصلا خطابه بذكاء. اما ماما كايطا فيقارن بين سينمانا وسينما الاخرين في افريقيا ليحسم اننا في تطور ملموس من حيث الإنتاج مقارنة مع دول افريقية عديدة وبالأرقام. كما فضل كوهم اوليفار الاسترخاء بدوره ليعبر عن رايه وبحركة بطيئة يبدو عليها التعب وهو مخرج فيلم "قنديشة" الذي لم يجد اذانا صاغية. الفيلم تطوير في الممارسة التصويرية (الفوتوغرافية) والسينمائية وهو كذلك استمرار كتاب صور الذاكرة ذ. انه نص وصفي تأملي وليس نصا ابداعيا ترى كيف سنتلقى الفيلم لو كان بالألوان؟ هل من جمالية في ذلك.