- حاول أن تتصل بأهله وتخبرهم بما حصل... تلعثم ورد بأسف شديد: - حاضر سيدي، كن مطمئنا.. سأتصل بهم.. لم يستطع إخفاء دموعه التي انهالت كالشلال، حاول المقاومة لكنه أجهش بالبكاء كطفل صغير انكسرت لعبته الجميلة، قلبه يعتصر ألما، احمرت وجنتاه، دس وجهه الدائري في منديل أبيض، يكفكف دموعه... لم يصدق بعد أن زميله رؤوف قتل غدرا، رؤوف الذي لم يمض على زواجه أكثر من شهر، ذاك الفتى المهيب المحبوب المرح، الميال إلى النكتة، أصبح من الماضي.. كيف له أن يعيش بدونه ؟ لم يقو على الحركة، صمت المكتب زاد من حزنه وألمه.. طيف رؤوف يجوب المكان بحركيته المعتادة.. فتح عينيه المفتوحتين، فركهما بشدة، وهوى بقبضتيه على المكتب وصرخ: لماذاااا؟ شرر الانتقام يتطاير من عينيه، انتصب واقفا كالطود العظيم، ذرع المكتب جيئة وذهابا، كالباحث عن شيء ما، فجأة تسمر عند نافذة مكتبه المترعة أمامه، مسح دموعه، رمق العالم في وجوم وحنق شديدين.. أطلق العنان لفكره، مستمعا لصوته الداخلي، استدار ناحية درج مكتبه، فتحه بعنف شديد، استل منه مسدسه الأسود، تأكد من ذخيرته، أحس بالأمان، قهقه، وبصوت عال ردد: - سأريكم أيها الجبناء.. ستعلمون معنى الغدر والخيانة.. أنا قادم فلتستعدوا أيها الأنذال..أنا العدالة.. أنا شبح رؤوف...