بدأت أصوات نسائية تحقق تقدما في مجال موسيقى الراب الذي يسيطر عليه الرجال في المغرب. مغنية الراب المغربية هدى أبوز في استوديو في الرباط في صورة بتاريخ 20 يوليو تموز 2020. تصوير: شيرين طلعت – رويترز. وطالما كان لدى هدى أبوز (24 عاما)، وهي التي تتخصص في مجال الدراسات السينمائية بجامعة تطوان شمال البلاد، شغف بموسيقى الهيب هوب ولقيت تشجيعا من زملائها لتلتقط الميكروفون وتبدأ في تقديم مقطوعات من أدائها. وظهرت أبوز في يناير كانون الثاني الماضي في مقطوعة غنائية بعنوان (أور سيري)، حيث أدت فيها إلى جانب ثلاثة من نجوم الراب الرجال الكبار في المغرب، وهم (إلجراندي توتو) و(دون بيج) و(دراجانوف). وحقق مقطع الفيديو للأغنية نحو 16 مليون مشاهدة على موقع يوتيوب، ما يعكس مدى شعبية هذا النوع من الموسيقى في المغرب، وكان ذلك النجاح دافعا لأبوز لأن تخوض تجربة الغناء بمفردها. وخرجت أبوز في فبراير شباط بأولى أغنياتها المنفردة (كيك اوف)، والتي لامت من خلالها مجتمعا تقول إنه لا يمنح النساء فرصا مكافئة لتلك التي للرجال. وقالت أبوز، واسمها الفني (اختك)، في مقابلة مع رويترز في العاصمة المغربية الرباط "أنا فنانة صنعت نفسي بنفسي وأكتب كلمات أغنياتي، وأعبر عما يجول بخاطري". وتابعت "مجال غناء الراب هو شغفي، وهو أداة الدفاع التي أستخدمها في مواجهة مجتمع ذكوري". وتقدم أبوز أغنياتها بالدارجة المغربية مع بعض الجمل باللغتين الفرنسية والإنجليزية، لكن كلماتها في بعض الأحيان تخلو من التحفظ. وخلال الأشهر الأخيرة، دخلت موسيقى الراب إلى المشهد السياسي في البلاد، بعد أن حكم على مغني الراب "الكناوي" بالسجن لعام بتهمة إهانته للشرطة في مقطع مصور. وأبوز ليست الوحيدة في هذا المجال، فهناك أيضا مغنيات راب أخريات مثل منال، التي أدت أغنية ناجحة بعنوان (سلاي) وحققت 44 مليون مشاهدة على يوتيوب. وتقول أبوز إنها تأثرت بالاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية التي هزت أنحاء المغرب عام 2011 خلال ما يعرف "بالربيع العربي". لكنها قالت إنه ومع أن موسيقاها لا تخدم أجندة سياسية، إلا أنها تقدم "مذاقا للشارع وبعدا أعمق للمغرب". وتضيف أن هيمنة الرجال على عالم الراب تعكس صورة للمجتمع المغربي المحافظ، لكنها من خلال أعمالها الفنية تسعى لمنح النساء الفرصة من جديد.