صدر حديثا عن دار النخبة كتاب التنمر الإلكتروني للكاتب السعودي، الدكتور مناور عبيد العنزي، أستاذ علم اجتماع الجريمة بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بالمملكة العربية السعودية، يقع الكتاب في 131 صفحة من القطع المتوسط. يضم الكتاب محاور رئيسية حول موضوع التنمر ويشير إلى ماهيته وخصائصه وأنماطه وطرق الوقاية، وذلك من خلال مفهوم التنمر التقليدي والعوامل التي قد تؤدي للعنف، موضحا بعض الدراسات التي تناولت ظاهرة التنمر، موضحا مفهوم مواقع التواصل الاجتماعي وإلقاء الضوء على خصائصها، والتعريف مفهوم التنمر الإلكتروني، وظاهرة التنمر نفسها وأشكالها وخصائصها مقارنة بين التنمر الإلكتروني والتنمر التقليدي وخطورة التنمر الإلكتروني وآثاره موضحا الوقاية من التنمر السيبراني وكذلك الوقاية المدرسية في مجال التمر الإلكتروني. ترجع فكرة الكتاب للأهمية القصوى التي ظهرت في المجتمع بالآونة الأخيرة بعد ازدهار عصر التكنولوجيا وتدفق التواصل المعرفي الذي فيه أصبح العنف أحد الممارسات التي تميز العالم المعاصر حيث يجتاح العالم موجة من العنف تزعزع أمنه وتهدد استقراره وتجعل المجتمعات الإنسانية تعايش حالات من الخوف والحيرة فيها العنف يمارس بأشكال متعددة وبصورة جديدة وعلى نطاق واسع للدرجة التي تحول معها العنف سمة مميزة لنمط التواصل الاجتماعي في الحياة اليومية، فالتفاعلات بين الأفراد تكشف عن مستويات وصور متعددة للعنف وعبر معظم مجالات الحياة بدءا من الأسرة مرورًا بالتفاعلات العادية في الأسواق والشوارع ووسائل المواصلات وانتهاء بالتفاعلات داخل المؤسسات المختلفة كالمدارس والجامعات. عرف المؤلف مواقع التواصل الاجتماعي بأنها تلك الشبكات الخاصة بعملية نقل واستقبال للمعلومات بين طرفين أو أكثر، عبر عدة قنوات مباشرة و غير مباشرة، حيث يتفاعل داخل محيطها المرسل والمستقبل في إطار رسالة معينة، عبر قناة تجمع الطرفين، فيظهر أثر التفاعل الدلالي الأثر السلوكي المؤثر على ًبينهما من تبادل وتبليغ وتأثير، ويظهر أيضا، ذلك أن تلك العملية سارت وفق انفعالات وتعابيروميول شخصية أو أيديولوجية. أما عن مفهوم التنمر الإلكتروني فيقول المؤلف: يمثل التنمر الإلكتروني ظاهرة شديدة الخطورة، فقد تسببت في للتطور الهائل ارتفاع مستوى القلق الاجتماعي بين المراهقين، فنظرا لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات ومواقع التواصل الاجتماعي وما يتبعها من تطوير للتطبيقات كل لحظة، فإن أي محتوى ضار مثل الكلمات المسيئة أو الشائعات تنتشر فور عملية النشر بسرعة فائقة تفوق الخيال، من خلال قيام باقي الحسابات الإلكترونية بإجراء عملية مشاركة للمنشور أو نسخ ولصق للمحتوى المنشور، وكل هذا يحدث خلال ثواني، والمتنمرون الإلكترونيون يقومون بعملية النشر للمحتوى الضار مثل ( صور مسيئة، شائعات، مقاطع فيديو، تهديدات).