بعد عقود وقرون من سكها وتداولها استعادت عملات نادرة بريقها داخل مكتبة الإسكندرية لتروي للزائرين من هواة جمع المقتنيات القديمة وعشاق التاريخ (رحلة النقود في مصر عبر العصور) من خلال معرض مبهر تصحبه مجموعة من الأنشطة العلمية والعملية. يتتبع المعرض رحلة النقود على مدى نحو 2500 عام منذ أول قطعة نقدية سكت في عهد الأخمينيين، مرورا بما أصدره البطالمة من دراخمات وستاترات، وما أصدره البيزنطيون والرومان من دنانير ذهبية وفلوس نحاسية، والساسانيون من دراهم فضية، وصولا إلى العرب وحتى العصر الحديث، مما يبرز رسوخ فكرة تتابع وتداول النقود في مصر. يتكون المعرض المقام داخل قاعة المعارض الشرقية بمركز المؤتمرات التابع لمكتبة الإسكندرية من 14 قسما ويمزج بين الصور الفوتوغرافية لبعض العملات ومجموعة نادرة لعملات أثرية تعرض لأول مرة. وينظم المعرض مركز دراسات الخطوط التابع لقطاع البحث الأكاديمي بمكتبة الإسكندرية بالتعاون مع متحف الفن الإسلامي بالقاهرة ومتحف الآثار التعليمي بكلية الآداب في جامعة الإسكندرية ومتحفي الآثار والمخطوطات بقطاع التواصل الثقافي بمكتبة الإسكندرية. وقال محمد حمدي الباحث بمركز الخطوط بمكتبة الإسكندرية وصاحب فكرة المعرض لرويترز إن قطع النقود الأصلية المعروضة عبارة عن قسمين، قسم خاص بمجموعة النقود الورقية وآخر يتعلق بالنقود المعدنية. وأضاف أن القسم الخاص بالنقود الورقية يضم 30 قطعة وهي ملك لمجموعة هواة عملات من الاسكندرية. وأضاف أن أقدم قطعة تعود لعام 1918 صادرة عن الحكومة المصرية وليس البنك الأهلي والذي كان له حق امتياز إصدار العملات الورقية حيث كانت العملات الأقل من 25 قرشا تصدر من وزارة المالية التابعة للحكومة المصرية. وفيما يتعلق بمجموعة النقود المعدنية قال حمدي إن عددها 32 قطعة بعضها يعرض لأول مرة من ضمن 450 قطعة معدنية من مقتنيات مكتبة الإسكندرية أهمها قطعة تعود للعصر البطلمي وتم سكها في الإسكندرية، ودينارين من الذهب من العصر الإسلامي. ويشمل المعرض 58 لوحة تشتمل صورا لنحو 250 قطعة أثرية مملوكة للجهات المشاركة في المعرض تم اختيارها وفقا لأهميتها التاريخية وظروف اصدارها. يستمر المعرض حتى الرابع والعشرين من يناير كانون الثاني وتصاحبه مجموعة من الأنشطة العلمية والعملية منها ندوة عامة عن تاريخ النقد في مصر وورشة عمل حول التقنيات الحديثة في تصوير العملات.