بمناسبة إصدار سلسلة جديدة من الطوابع البريدية حول "النقود المغربية في الطابع البريدي"، ينظم بنك المغرب بمتحفه، منذ 20 أكتوبر الجاري، وإلى غاية 20 مارس 2012، معرضا للطوابع البريدية الطوابع البريدية الخمسة (خاص) يريد من خلاله بنك المغرب تمكين العموم من اكتشاف سلسلة من الطوابع البريدية المتضمنة لبعض القطع النقدية النادرة، التي سكت في عهد أكبر الأسر الحاكمة في تاريخ المغرب، منذ الأدارسة إلى يومنا هذا. ويبرز المعرض، المنظم بشراكة بين بنك المغرب وبريد المغرب، الروابط الوثيقة، التي تجمع الطابع البريدي بالنقود، باعتبارهما رمزا لوحدة المملكة الترابية وسيادتها، والمسار الذي قطعته عملية سك النقود بالمغرب، والتنظيم الهيكلي الأول لتوزيع البريد في المغرب، الذي يعود إلى سنة 1892. ويتضمن هذا المعرض سلسلة من عشرة طوابع خاصة حول موضوع النقود المغربية، تتمثل على شكل لوحة من عشرة طوابع مقلوبة الرأس، تقدم تصويرا مميزا للنقود، التي وقع عليها الاختيار، وعددها خمسة، تمثل خمس سلالات مغربية مختلفة: الأدارسة، والمرابطون، والموحدون، والسعديون، والعلويون. وجرى انتقاء هذه المسكوكات من طرف بريد المغرب، بتعاون مع متحف النقود لبنك المغرب، بحيث إن كل قطعة نقدية ممثلة في حجمها الحقيقي، ووجه القطعة في طابع بريدي، وظهرها على طابع آخر. وفي تقديمه لهذا المعرض، ذكر عبد الرحيم شعبان، مدير متحف بنك المغرب، أنهم يتوخون من هذا المعرض إطلاع عموم الزوار على التراث النقدي الوطني عبر الطوابع البريدية، مشيرا إلى أن هذه التظاهرة تبرز جزءا مهما من التاريخ الوطني، وتشكل مادة خصبة للباحثين، وهواة جمع الطوابع البريدية، كما تساهم في حفظ الذاكرة الجماعية، خاصة أن النقود والطوابع البريدية رمزان للوحدة الترابية الوطنية. وأوضح شعبان أن المعرض يقدم، من خلال ثماني لوحات خصصت كل واحدة منها للأسر التي تعاقبت على حكم المغرب، طوابع بريدية تصور مسكوكات مغربية نادرة جدا، ترمز للقوة السياسية والاقتصادية والنقدية للمملكة في حقب زمنية مختلفة. وأوضح مدير متحف بنك المغرب أن الطوابع الجديدة عليها صور الدرهم الإدريسي، الذي سك سنة 174 ه بوليلة على عهد إدريس الأول، والدينار المرابطي، الذي ضرب سنة 541 ه على عهد اسحاق بن علي، والدينار الموحدي في عهد أبو يوسف يعقوب المنصور، وهو دون اسم معمل السك، ثم الدينار السعدي، وضرب بفاس سنة 1018 ه على عهد زيدان الناصر، وأخيرا قطعة برونزية من فئة ثمانية فلوس ضربت بدار الماكينة بفاس سنة 1311 ه على عهد المولى الحسن الأول. وأشار شعبان إلى أنهم مددوا فترة معرض "النقود المغربية في الطابع البريدي" إلى 20 مارس المقبل، لفسح المجال أمام أكبر عدد من الزوار، ليطلعوا على هذا التراث النقدي المهم، موضحا أن المعرض سيكون مفتوحا أمام الجمهور بالمجان يوم الجمعة فقط، وأن الأيام الأخرى ستكون بالأداء، 20 درهما للعموم، و10 دراهم للمجموعات المدرسية، وأنه ستخصص ورشات تربوية للأطفال المتراوحة أعمارهم بين 11 و14 سنة، مؤطرة من طرف متخصصين في بريد المغرب وبنك المغرب، سيتعرف الأطفال خلالها على تاريخ الطوابع البريدية في المغرب، وبالخصوص على النماذج المتضمنة للقطع النقدية. ومن جهته، أوضح جمال الشعراني، المدير العام المساعد لبريد المغرب، أن الإصدار الجديد من سلسلة الطوابع البريدية يتميز باستعمال تقنية الحبر المعدني، الذي مكن من الحصول على صورة قريبة من النقود الحقيقية، مضيفا أنه جرى طبع هذه الإصدارات بطريقة (الأوفسيت) باستخدام المداد المعدني، التي تقرب النقود من واقعها الأصلي، حتى تظهر القطع النقدية بنقوش بارزة توضح إلى أقصى حد تفاصيلها. وذكر المدير العام المساعد لبريد المغرب أن هذه الطوابع البريدية، التي سحب منها 50 ألف طابع ستكون متوفرة بمختلف مكاتب بريد المغرب عبر التراب الوطني وبالسعر العادي. وتميز حفل افتتاح معرض "النقود المغربية في الطابع البريدي" بعرض للباحث عبد السلام مدينة، أحد أشهر هواة جمع ودراسة الطوابع البريدية والمسكوكات على المستوى الوطني، تمحور حول الجانب التاريخي لموضوع هذه التظاهرة، تلاه توقيع أظرفة الإصدار الأول. وعلى هامش هذه التظاهرة، ستنظم مسابقة للرسم حول مواضيع "نقودي"، و"بلدي"، و"بيئتي"، ستسفر عن اختيار أفضل رسم سيجري تقديمه رسميا ضمن سلسلة الطوابع البريدية لسنة 2012.