أعلن مدير “طنجة الأدبية”، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، عن احتمال اختفاء المنبر الورقي إلى الأبد، بعد حجب الدعم عنها من قبل لجنة الدعم التابعة لوزارة الثقافة، “في حين تم دعم منابر ذات انتشار ومستوى أقل شكلا ومضمونا”. وكتب ياسين الحليمي، مدير الشهرية الثقافية والأدبية “طنجة الأدبية”، بصفحته على “فيسبوك”، أن اللجنة لم تجد “في هذا المنبر المستمر في الصدور منذ 2004 ما يدعو لدعمه، أو ربما الأسماء التي تنشر به بانتظام لم تعد تثير إعجاب البعض، أو ربما حان الوقت لتتوقف هذه المجلة عن الصدور وترتاح من مرارة الاستمرار…”. معروف أن “طنجة الأدبية” منبر أدبي عرف مسارا طبيعيا وأصيلا؛ إذ انطلق من تجربة شبابية محلية بين أدباء شباب ليتحول إلى جريدة أدبية وطنية، ثم إلى مجلة متخصصة، من دون الانخراط في إطار مؤسسي أو الترعرع في أحضان حزبية أو سياسية. كما أن هذا المنبر تميز بموقع ثقافي تفاعلي يعرف انتشارا واسعا في العالم العربي، مكن المجلة من اكتساب معرفة وامتداد خارج الوطن، كما تميزت “طنجة الأدبية” بين المنابر الثقافية التقليدية بكونها خلقت ثورة في مفهوم المجلة الأدبية؛ إذ طبعتها بملمح الإخراج والجمالية، وانتقلت بالمنابر الثقافية من هيمنة النص إلى مصاحبة الصورة والهندسة الشكلية، مما يعتبر بعدا لكسب مزيد من الجمهور للمنتوج الثقافي. وقد استغرب عدد من المثقفين حجب الدعم عن منبر يعتمد ديمقراطية النشر، حيث علق الشاعر المصري أحمد الخميسي على الخبر بالقول: “مؤسف جدا.. لكن هذه هي علاقة السلطة بالثقافة في عالمنا العربي.. مؤسف طبعا”، واعتبره الناقد السينمائي عز الدين الوافي “كارثة”، أما الشاعر عبد الكريم الطبال فأكد أنها “مجلة لها وزنها ومن أهم المجلات الثقافية لا ينبغي أن تغيب”، والشاعر عبد السلام مصباح علق بالقول: “مع الأسف.. الأسف الشديد، المجلة الوحيدة التي ظلت تقاوم وتقاوم كي لا يتوقف نبضها”. اما فاطمة الزهراء المرابط، رئيسة “رونق” مديرة مجلة “الصقيلة”، فاعتبرت أنه “خبر مؤسف جدا”، مسجلة “أن طنجة الأدبية من أهم المجلات الأدبية، ربما ثمة خطأ في هذا الأمر”.