أشاد الزجال المغربي إدريس الزاوي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، التابعة لجامعة شعيب الدكالي بالجديدة، لما أسدته من خدمات علمية للزجل المغربي من خلال احتضانه وجعله محط الدراسات الأكاديمية، وقد جاءت كلمة الزجال إدريس الزاوي في إطار يوم دراسي حول ديوانه “مراية الروح”، نظمته لجنة الشؤون الثقافية والاجتماعية والرياضية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة، بتنسيق مع مختبر البحث في علوم اللغة والخطاب والدراسات الثقافية، يوم الجمعة 26 أبريل 2019، في سياق انفتاح الكلية على التجارب الزجلية المعاصرة. ترأست الجلسة الصباحية الدكتورة نعيمة الواجيدي، أستاذة البلاغة والحجاج وتحليل الخطاب بكلية الآداب بالجديدة، التي رحبت بالضيف، وأكدت على أهمية التجربة الزجلية المعاصرة في المغرب، وعلى ضرورة انفتاح البحث الجامعي على أعمال الزجالين الذين يمارسون النقد الاجتماعي والسياسي للواقع، متوسلين بالعربية المغربية التي تعد لغة الحياة. وقد خُصصت هذه الجلسة لمداخلاتِ طلبة الدكتوراه حول المنجز الإبداعي للمحتفى به، استهلها الباحث إبراهيم العدراوي بدراسة وسمها بعنوان “رمزية الصورة الشعرية في قصيدة سحت الليل للزجال إدريس الزاوي”، وتناول الباحث عبد الكريم بنعطيبة شعرية إدريس الزاوي انطلاقا من المنهج الأسلوبي في مبحث بعنوان “دراسة أسلوبية لقصيدة عكاز الطريق لإدريس الزاوي”، فيما اختار الباحث خليل كيال أن يقارب شعر الزجال من زاوية حجاجية، ولهذا جاءت دراسته بعنوان “البعد الحجاجي في قصيدة غرام الورقة لإدريس الزاوي”، وقد كان لعمق هذه المداخلات أثره البالغ على المحتفى به الذي عبر عن سعادته بما حققته من نفاذ إلى عمق قصائده. وختمت الدكتورة نعيمة الواجيدي هذه الجلسة بالتنويه بكل الدراسات التي انطلقت من مساءلة النصوص الزجلية وتحليلها استنادا إلى المناهج العلمية، مشيرةً إلى أنها كشفت عن تمكن الباحثين الثلاثة من تأويل دقائق اللغة الشعرية، بأسلوب ينم عن التعمق في فهم هذه اللغة، وفي الوصول إلى المعاني الثاوية خلف الصور والأساليب الشعرية حسب قولها. وفي كلمتها ،عبرت رئيسة المختبر الدكتورة لطيفة الأزرق عن سعادتها باستضافة زجال مبدع رائد من طينة إدريس الزاوي، منوهة بالدور الكبير الذي اضطلع به في التأسيس لأول مهرجان للزجل بتيفلت، كما أشارت إلى تجذر الزجل في ثقافة المغاربة، بدءا من تجارب الزجال ابن قزمان، وركزت على تفرد تجربة إدريس الزاوي الذي تمكن من وسم شعره بسمة مميزة تعبر عن خصوصيته وتفرده. وفي الفترة المسائية كان للحضور لقاء مباشر مع قصائد الزجال إدريس الزاوي، وقد افتتحت الدكتورة نعيمة الواجيدي الجلسة، مؤكدة على أن الغرض من هذا اليوم الدراسي هو تقريب القصيدة الزجلية من طالب الجامعة، وتعريفه بخصائصها، وتشجيعه على تحليلها والغوص في معانيها، وخلال هذه الجلسة صدح إدريس الزاوي بقصائده الرائعة التي زادها إلقاؤه الجيد جمالا وسحرا، أخذ بقلوب الحاضرين الذين عبروا عن افتتانهم بشعره بتصفيقاتهم التي هزت جنبات مدرج الدكتوراه، وقد تخللت هذا الإلقاء الشعري، بعض الوقفات النقدية التي عبرت فيها الدكتورة نعيمة الواجيدي عن بعض القضايا المتعلقة بالنقد السياسي والاجتماعي المتضمن في القصائد التي ألقاها الشاعر، كما حددت كثيرا من خصائص التجربة الزجلية المتعلقة بالإيقاع والصور والتناص مع الثقافة الشعبية، وأبرزت تفوق إدريس الزاوي في استثمار تقنيات الزجل وأساليبه. وتلا هذه القراءات الشعرية لقاء مفتوح مع الحضور، أجاب فيه إدريس الزاوي عن الأسئلة الكثيرة المختلفة التي طرحت عليه، وقد عبر عن سعادته حين صارحه أحد الطلبة بأنه كان لا يلتفت إلى الزجل، ولكنه أصبح معجبا به حين سمع قصائده. هذا، وختم هذا اليوم الدراسي بتقديم شهادة تقديرية للزجال من لدن رئيس شعبة اللغة العربية الدكتور عز العرب الأزمي الإدريسي ، وبورتريه للزجال مرسوم بحروف إحدى قصائده، وهو من إبداع الفنان جواد طيباني، وباقة ورد أهدتها له الدكتورة رحمة توفيق الأستاذة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة.