كسر التوجس يفتح شهية الماء على لمس الحجر يحمل مجرى النهر أسرار الشمع و الدمع و الشجر عابرا خيوط التلاقي بين نجمين تخاصما في الأفق لم يتسع فضاء رمادية الألوان فسحة التعافي من جرح تسرب في دهاليز العتمة ينزل نجم السماء هاربا من أشعة الشمس أفجعه سقوط القمر خلسة في أرجاء الظل تستريح العيون من فصاحة النظر يهبط الوحي رذاذ مطر يستقي ما تبقى من عبر في منازل القمر تجدد الخصوبة تاريخ البشر و يضجر البحر من مد و جزر يعاكس هشاشة صخر قد تآكل حجر قهر التوهج يشعل النار في رموش أتعبها السهر يحمل الماء عطر الوجود و ينثر روح المطر مغسل التراب ينتظر أفواج العابرين مدن الرصاص لا شيء يضاهي معدن الجسد أعرف أن الصمت في مساءه القديم تحول إلى فصول الذكرى وشاح طفلة تباهى في الريح وأمسك الغصن بأطراف أنوثة معلقة فوق الشجر تخاصم الريح نفسها و الغصن الضعيف يقاوم شهد ورد ما تزال نسائمه تفضح المكان انكسر الغصن دمع نهر انبلج للتو تحت عشب الشجر و الريح أرغمت شهقة العذارى من تسابق الزمن في خلايا الجسد عبر ترانيم وجع السهاد و عشق العناد من ليلة ممطرة فاقت حجم الضرر يتصاعد الدخان الهارب من فوهة الموت البارد فوق سطح البيت يلمس تجاعيد صقيع بات ينتج علامات توشك أن تنفجر حذق المنايا في وضوح المرايا أربك صبح البغايا وجوه الصبايا يمسح الدمع خدوش أنامل ما تزال آثار الحرب تروي تفاصيل الهزيمة أخاف أن يهجرك الليل ساعة غياب طويل قبالة ساحل يدمع خد نجم من هول الشجن لهفة منسية في عمق الإحساس الممل تخضر الأكف من فرط التلويح خلف زجاج نافذة القطار أسمع صراخ الغربة يرسم لنفسه شكل حياة خارج وجهه المألوف من يصنع قناعا جديدا يحميه من حلكة ضوء يخبئ أضواءه الخجولة في عيون لا تميز ألوان الوقت من يحميها من ساعة الظهيرة من سراب يغوي فرائس البراري على امتطاء السحر من يدفع الصدى بعيدا من تردد الكلمات البديئة في حفل زفاف طاهر من شوائب النميمة المتصاعدة مع إيقاع العرس من يهجر أوطان الولادة و لا يمسح عن وجهه التراب حتى لا تعرف الأرض يشرب التراب تقاسيم وجه بدا شبحا يطل برأسه القديم مطالع الحي الحميم لا الذكرى تزين فراشات الفرح زرقة تتسلل في لمح البصر ترسم حدود الماء عناقيد الغضب تزركش أخشاب الحطب تذكرت وحي السماء الأولى عندما كان مهبط الأنبياء يمدح الخضرة في ألوانها البهية تجري المياه باسمة في جداول المحبة يحدث خريرها شغف حياة و متعة النظر ينقطع الوحي سراديب الهجرة المقهورة في مراكب صيد تعيد إلى تصادم الموج ذاكرة الإجتياح يدغدغ الماء المالح رطوبة الخشب و تأخذ الأجساد أنماط الكفن شكلا يجسد نهاية الطريق خلف كل جسد طافح يقص تفاصيل الغياب لا تموت الأشياء من تلقاء نفسها تسقط العبارات الناضجة على مسمع القول لا الصوت يأتي سريعا لا الصورة تأتي مشبعة بالدماء خلف ركام الصور يوقع الصمت حالة الهذيان في مربع أصغر من كف رضيع يحبو فوق تراب المذلة تتلاشى الأضواء في ليل يتوغل مرامي الجسد يسحب الضباب ملح الوجوه تتآكل نتوء صخر حين يعالج الماء مواطن الرطوبة الزائدة في الشراشيف المطلة على ساحة مدينة نائمة فوق هدير البحر ينشق الصمت نصفين واحد للشفق المتعطش للون الشمس و دفء الصيف و آخر للإنعتاق الثقيل يواكب مشهد النزوح قرب غروب الديار يتثاقل الوقت عقارب الخوف من شيء ما يخالط الحلم و إشارات اليقظة تفزع الروح من مشعل موقد بات قاب قوسين أو أدنى من هشيم يكتنز وجه المحرقة يشتد اللهيب المتصاعد إلى قرى الجليل و خان يونس و دير الزور و على أطراف التسول تركع أمة و ترفع أكف الدعاء من يستجيب لحلم غادر ألوانه الداكنة في جمهورية الأصوات الغارقة في وحل طوفان أتى على مملكة الكلام تكالب الأعداء فوق خطوط حدود لم تعد كافية لرسم الوطن قصرت المسافة الفاصلة من لحق الأذى عن بعير يغالب الموت خطى القبيلة على رمال قوافل تستعد بحمل الأسى فوق هودج الإبل المذعورة من ظلالها يتسارع الركض في متاهات السراب تحرق الشمس سعف النخيل ويسقط الندى ظمأ الحناجر المبحوحة على باب المقبرة تضيء الطريق سراج قنديل غلبه النعاس في ليالي العتمة يحضر سؤال صدح صوته بالنواح يغلو بإلحاح عن جدوى الجسد أمام أفلاك الصحو فينا